وأن الله حصر الولاية للمؤمنين في قوله تعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}{المائدة:55}. فالولاية: وهي الإمامة لمن جعلها الله له ووصفه بإيتاء الزكاة وهو راكع، ولم يفعل ذلك أحد غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو ابن عمه لأبيه وأمه {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}{الأنفال:75}، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، آخى بينه وبينه، وهو منه بمنزلة هارون من موسى، ودعاه عند نزول آية المباهلة، وفداه بنفسه، وهو أول من صلى معه، ومن كان مولاه فعلي مولاه، وهو خامس أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو وصيه، وخليفته، وأبو ذريته، وزوج ابنته فاطمة المخصوصة بنكاحه، ولم يؤمر عليه أحدا من أصحابه، فلم يكن في سرية وليس فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو أميرها ، ولم يتخلف عنه في موطن من مواطن الجهاد إلا حين خلفه في غزوة تبوك، وقال له ماقال، وعزل أبا بكر به في حديث براءة، وقال: ((لايبلغ عني إلا رجل مني))، وأشركه في هدية لم يشرك أحدا غيره، وأسر عليه عام حجه أنه يقبض في عامه ذلك، ولم يعمل بآية التقديم بين يدي النجوى أحد غيره حتى نسخت، وهو الذي تصدق بخاتمه راكعا فنزلت فيه الآية، وهو المراد بقوله تعالى:{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر}{التوبة:19} وهو المراد بقوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}{الإنسان:08}، وهو الذي أعطاه الرآية يوم خيبر بعد أن قال: (لأعطين الرآية... الخبر)، وصاحب الطير، وأنه لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وهو أقضى الصحابة، وهو باب مدينة العلم، ولم يجمع أحد بين قرب النسب وقرب الصهارة والصحبة غيره، وسد صلى الله عليه وآله وسلم الأبواب التي إلى المسجد إلا باب علي عليه السلام، وهو حامل لواء الحمد، وصاحب ذي الفقار، ومعصوم لا يفارق الحق، ولم يقتل أحد مثل ما قتل، وكان يرجع اليه ولا يرجع إلى أحد {أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى}{يونس:35}.
صفحہ 6