وأيضا فإن البرهان على طريق الكلية خاصة هو أن يبرهن بأوسط هو أقرب إلى المبدأ؛ والذى هو أقرب إلى المبدأ هو أكثر استقصاءا ويقينا من الذى ليس هو من المبدأ، وكان الذى هو من المبدأ أكثر من الذى هو منه أقل، وكان هذا هو الذى أكثر كليا. فالكلى إذن هو أفضل. مثال ذلك: إن كان يجب أن نبين أن ا على ى، والأوساط هى التى عليها ٮ ح التى قيلت، وكانت ٮ أعلى؛ فالبرهان إذا الذى يكون بهذا هو أكثر كلية.
إلا أن بعض الأقاويل فى هذا هى منطقية. وأما ما منه يعلم خاصة أن الكلى أكثر وأحق، ففى المقدمات. وذلك أنه إذا ما كانت لنا الأولى فقد نعلم — بنحو ما — أيضا، ونحن مقتنون لها بالقوة. مثال ذلك إن كان الإنسان يعلم أن كل مثلث زواياه مساوية لقائمتين، فهو يعلم بنحو ما أن زوايا المتساوى الساقين أيضا مساوية لقائمتين. فهو يعلم بالقوة — وإن لم تكن له خبرة — بأن المتساوى الساقين هو مثلث. وأما الذى له هذه المقدمة فليس عنده علم بالكلية بتة، لا بالقوة ولا بالفعل أيضا.
والكلى هو معقول. وأما الجزئى فيؤول أمره إلى الحس.
[chapter 25: I 25] 〈فضل البرهان الموجب〉
فهذا مبلغ ما نقوله فى أن البرهان الكلى أفضل من الجزئى.
صفحہ 390