فإذا أمعنا على هذا النحو متى لم يكن من أجل شىء آخر، ولا على أنه لشىء آخر، فقد هول أن مجيئه كان من أجل هذا كالأخير لما يكون ولما هو موجود، وأنا حينئذ نعلم خاصة لماذا جاء. — فإن كان الأمر فى سائر العلل وفى لم الشىء يجرى على هذا المثال، وكان فى جميع العلل التى هى على هذا النحو علل، على أنها نحو ماذا هكذا تعلم خاصة، فإذا فى تلك الأخر أيضا الباقية حينئذ يعلم أكثر متى لم يوجد هذا من أجل شىء آخر. فمتى علمنا أن الزوايا الخارجة مساوية لأربع قوائم من قبل أنه متساوى الساقين، فذلك ناقص. ولماذا هو بما هو متساوى الساقين؟ فيقال: إنه من أجل أنه المثلث؛ وهذا من أجل أنه شكل مستقيم الخطوط. وإن كان هذا ولا يوجد حينئذ شىء آخر هو من أجله، فحينئذ نعلم أكثر؛ والكلى أيضا فحينئذ نعلمه. فالكلى إذا أفضل.
وأيضا كل ما كان جزئيا فوقوعه إلى ما لا نهاية. وأما الكلى فمصيره إلى شىء بسيط ونهاية. والأمور أما بما هى بلا نهاية فهى غير معلومة؛ وأما بما هى متناهية فهى معلومة. فهى إذا من طريق الكلية أكثر معلومة مما هى كذلك من طريق الجزئية. فالأشياء الكلية إذا هى فى باب ما هى مبرهنة أكثر. والأشياء التى هى مبرهنة أكثر برهانا أكثر، إذ كانت المضافات معا تكون أكثر. فالكلية إذا أكثر من قبل أنها برهان هو أكثر.
وأيضا أن كان البرهان الذى يعلم به هذا الشىء وشيئا آخر هو آثر من الذى إنما يعلم به هذا فقط؛ وكان الذى عنده علم الكلى قد يعلم الجزئى أيضا، وأما هذا فلا يعلم الكلى. فالكلى إذن على هذا القياس آثر.
صفحہ 389