فأما أن البرهانى أفضل من السالب، فمن ها هنا نعلم ذلك: ليكن البرهان الأفضل هو الذى هو من المصادرات، أو من الأصول الموضوعة، أو من مقدمات هى أقل. وذلك أنه إن كنا نعلم على مثال واحد فأن نعلم على جهة هى أوجز وأقرب لهذه تكون، وهذا آثر. وقول هذه المقدمة — وهى أن العلم من الأشياء التى هى أقل هو أفضل وهو بالكلية هذا، وهو أنه إن كانت الأوساط فى باب ما هى معلومة على مثال واحد، وكانت التى هى أقدم هى أعرف؛ فليكن البرهان الواحد بأوساط هى: ٮ، ح، ى — على أن ا موجودة ل ه. وليكن برهان آخر بأوساط ن ح — على أن ا موجود ل ه — فوجود ا ل ى و ا ل ه هو على مثال واحد. ووجود ا ل ى أقدم وأعرف من وجود ا ل ه، وذلك أن هذا بذاك يتبين. وما بتوسطه يتبين الشىء هو أكثر تصديقا. فالبرهان إذن الكائن بأشياء هى أقل وتلك الأخر الباقية هى موجودة بأعيانها، هو أفضل.
فكلا البرهانين يتم بثلاثة حدود ومقدمتين، لكن ذلك البرهان يأخذ أن الشىء موجود، وأما هذا فيأخذ أنه موجود وغير موجود، فإذا بأشياء كثيرة، فهو إذن أخس.
وأيضا فمن قبل أنه قد يتبين أنه لا يمكن أن يكون قياس وكلتا المقدمتين سالبة، بل يجب أن تكون حال إحدى المقدمتين هذه الحال، وتكون الأخرى أنه موجود.
صفحہ 391