ومن البين الظاهر أنه إن كانت المقدمات التى منها يكون القياس كلية، فمن الاضطرار أن تكون أيضا نتيجة مثل هذا البرهان، ونتيجة البرهان على الإطلاق هى دائمة. فليس إذن برهان على الأشياء الفاسدة، ولا علم أيضا على الإطلاق، اللهم إلا أن يكون بطريق العرض، من قبل أن ليس البرهان له بالكلية، لكن فى وقت ما، وعلى جهة ما. ومتى كان البرهان موجودا، فقد يلزم ضرورة أن تكون إحدى المقدمات ليست كلية وتكون فاسدة (أما فاسدة فمن قبل أنه إذا كانت موجودة فالنتيجة أيضا تكون موجودة؛ وأما أنها ليست كلية، فمن قبل أن هذا الشى من الأشياء التى يكون 〈فيها هذا〉 موجودا، وهذا الآخر لا يكون موجودا) ولهذا السبب لا سبيل 〈إلى تحصيل〉 الكلية، لكن أنه الآن — وكذلك حالها فى التحديد أيضا، من قبل أن التحديد إما أن يكون مبدأ البرهان، وإما أن يكون برهانا متغيرا فى الوضع، وإما أن تكون نتيجة ما للبرهان. — وأما البراهين والعلوم والأشياء التى تحدث وتكون دفعات كثيرة بمنزلة البرهان والعلم بكسوف القمر، فمن البين أن البراهين: أما من حيث هى لمثل هذا، هى موجودة دائما؛ فأما من حيث ليست 〈موجودة دائما〉 فهى جزئية. والحال فى البراهين على الكسوف كالحال فى الأشياء الأخر الباقية.
[chapter 9: I 9] 〈المبادئ الخاصة والتى لا يمكن البرهنة عليها فى البرهان〉
صفحہ 335