رابعا: رحلاته الرحلة في طلب العلم، وفي كتابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منهج التزمه المسلمون، والتزمه المحدثون خاصة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كانوا يقطعون الفيافي والقفار، وتمر عليهم الأيام الطويلة، وهم يرتحلون من بلدة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر في سبيل هذا العلم الشريف، ولهدف سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتبه، وقد سار السيوطي رحمه الله على هذا السنن، فقد رحل إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، وجاب مدن مصر، فنجده قد رحل إلى الفيوم، والإسكندرية، ودمياط، والمحلة، ونحوها، وكتب عن جماعة: كالمحيوي بن السفيه والعلاء بن الجندي الحنفي، ثم سافر إلى مكة من البحر في ربيع الآخر سنة (869ه) (¬1)، فحج وشرب من ماء زمزم لأمور منها: أن يصل في الفقه إلى مرتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى مرتبة الحافظ ابن حجر(¬2)، فأخذ قليلا عن المحيوي عبد القادر المالكي، وجاور سنة كاملة(¬3).
خامسا: درجته العلمية وعوامل نبوغه وثناء العلماء عليه
ونستطيع أن نعرف درجته العلمية من خلال ثلاثة أمور:
الأول: شهادته هو لنفسه :
ونقتصر على بعض أقواله ملخصة :
1) قال رحمه الله: "رزقت التبحر في سبعة علوم، تبحرا لا يدرك قراره وهي: التفسير والحديث والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع... والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والمنقول التي اطعلت عليها فيها، لم يصل إليه، ولا وقف عليه أحد من أشياخي، فضلا عمن هو دونهم"(¬4).
صفحہ 35