ووجه آخر : وهو أنه لما علم سبحانه أنهم لايؤمنون مخلدين أبدا, جعل خاتمة أعمالهم قلوبهم وحكم عليها بأنها لاتفلح ولاتصلح, وجعل لهم العذاب الأليم ?كما لم يؤمنوا به أول مرة? وبما كانوا يكذبون ، وإنما أخبر سبحانه وشهد عليهم بما عرف من أعمالهم واصرارهم على معاصيه كما خبر عن علمه بقوله :?ولو ترى إذ وقفوا على النار? الى قوله :?وإنهم لكاذبون? فبأعمالهم الردية ختم على قلوبهم وعلى سمعهم أنها لاتؤمن أبدا.
كما قال: ?كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون? فشهد وحكم على قلوبهم أن سوء كسبهم قد ران ، والرين هو مايحيط بها من سدد أوغشاء أوذهل فلا يعقل ولايسمع قال عمر بن الخطاب : اسيفع جهينة أصبح قد رين به ، معنى ذلك قد أحيط به ، وقال الشاعر:
خلا علي الهيم خمسا صاحبي لم ترو حتى هجرت ورين بي
معنى ذلك حتى أحاط بقلبي السدد والغشاء والحمد لله أولا وآخرا.
صفحہ 63