مسألة في معنى ?فزادهم الله مرضا? الآية
وكذلك ظن المجبرة السوء التي ظنت بربها في قوله :?فزادهم الله مرضا? فتأويل ذلك أن الله جل ذكره أخبر عن المنافقين أن في قلوبهم كفرا وكبرا ، وأنهم في شك مريب فكانوا كلما أنزل الله على نبيئه صلى الله عليه وآله وسلم سورة فيها أمره ونهيه ووعده ووعيده وقصصه وأمثاله ، كذبوا بها وازدادوا بذلك كفرا الى متقدم كفرهم, ومرض قلوب الى مرض قلوبهم فجاز في كلام العرب أن يقال: زادهم الله فيما أنزل على نبيه عليه السلام مرضا الى مرضهم ونسب الله ذلك الى نفسه لأنه الذي أنزل السورة التي ازدادت قلوبهم بها مرضا.
ونظير ذلك أن يقول الإنسان قد وعظت فلانا فما زاده وعظي إياه إلا بعدا من الخير ، ويقول: قد زدت فلانا غضبا بما أخبرته عن فلان ، وزاده بما تلى عليه من القرآن كفرا الى كفره قال سبحانه عن نوح عليه السلام :?قال ربي إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا? الى قوله :?وأصروا واستكبروا استكبارا? فهم الذين فعلوا من الخلاف بما دعاهم اليه نوح فجاز أن يقول نوح إن دعاءه إياهم الذي زادهم فرارا وكفرا وانكارا.
ويحقق ذلك قوله سبحانه في آخر الآية :?ولهم عذاب أليم بما كانوا يكسبون? هذا تأويل هذه الآية وكل مافي القرآن يشبهها والحمد لله.
صفحہ 64