قال [الناصر] الحسن بن علي عليه السلام : أخبرني محمد بن منصور : قال: حدثني سفيان بن وكيع يرفعه عن من سمع مجاهدا يقول : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله أتصدق بالصدقة ألتمس بها وجه الله وأحب أن يقال في خير ؟ فنزلت ?فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا? .
وقال تبارك ذكره في القصص :?ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول? الى قوله :?ماكانوا إيانا يعبدون? معناه ماكانوا إيانا يطيعون.
وقال جل ذكره :?قل إنما أدعو ربي ولاأشرك به أحدا? فقال سبحانه مافيه كفاية وبيان ?ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون? يقول ومايؤمن أكثرهم بالله أنه ربه إلا وهو مشرك به في طاعة شياطين الإنس والجن.
وقال عزوجل في الممتحنة :?ياأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئا? الى قوله :?ولايعصينك في معروف? والمؤمنات إنما يكون اشراكهن بطاعتهن مع الله إما انسانا ، وإما شيطانا ، وهذا فبين والحمد لله
وأبين من ذلك وأوضح وكله بين واضح والحمد لله.قوله جل ذكره :?إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون? معنى ذلك : أشركوا بالطاعة للشيطان الطاعة لله.
ويؤكد البيان في ذلك والله مشكور قوله تعالى واصفا خطبة الشيطان يوم القيامة ?وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم? الى قوله :?إن الظالمين لهم عذاب اليم? .
فتفهم أيها المرجي المتبع هواه هذا البيان من الله الرحمن هل تجد هذا الشرك غير طاعة الشيطان ، مع طاعة الله ذي النعمة والفضل والإمتنان التي كفر بها وتبرأ منها الى الإنسان ، أوهل تجدها شركا بعبادة نددة أوأوثان ، أوظلمة أونيران ، وإن كان ركوب ذلك مع ركوب جميع الكبائر داخلا في طاعة ابليس المغري الفتان.
صفحہ 46