وأصل التسمية أن عمرو بن عبيد وأصحابه اعتزلوا مجلس الحسن البصري ﵀ وأظهروا مخالفته.
هذا أصل الاعتزال في اصطلاح الفقهاء والمتكلمين، والنظار، وهذا هو الذي يطلق عليه عندهم الاعتزال بالمعنى الاصطلاحي.
وأما اعتزال من دعا غير الله والتجأ واعتمد على ذلك الغير لحصول مطلوبه أو دفع مرهوبه فإن اعتزال من فعل هذا والبراءة منه هو دين الإسلام الذي جاء به الرسل الكرام قال تعالى عن خليله إبراهيم: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾ (١) .
ولله در الإمام الشافعي ﵀، حيث يقول:
يا راكبا قف بالمحصب من مني
...
واهتف بجانب خيفها والناهضي
إن كان رفضا حب آل محمد
...
فليشهد الثقلان أني رافضي (٢)
وكانت الجاهلية تسمي رسول الله ﷺ الصابيء وتقول صبأ محمد لما فارق دينهم وما هم عليه من عبادة الملائكة والصالحين والأوثان وكان أبو
_________
=وأما الأمر بالمعروف فهو أنهم قالوا: علينا أن نأمر غيرنا بما أمرنا به، وأن نلزمه بما يلزمنا وذلك هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضمنوه أنه يجوز الخروج على الأئمة بالقتال إذا جاروا.
(١) سورة مريم، آية رقم ٤٨.
(٢) إعراب هذين البيتين اللذين قالهما الإمام الشافعي ﵀: يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب راكبا منادى نكرة غير مقصودة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، قف فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة من الفعل والفاعل معترضة بين الجار والمجرور ومتعلقهما بالمحصب الجار والمجرور متعلق بقف من حرف جر مبني على السكون مني مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لضرورة الشعر منع من ظهورها التعذر الجار والمجرور متعلق براكبا واهتف الواو عاطفة مبني على الفتح اهتف فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة من الفعل والفاعل معطوفة على جملة قف بجانب الباء حرف جر مبني على الكسر جانب مجرور بالباء وعلامة كسره ظاهرة.
1 / 44