309

البديع فی علم العربیہ

البديع في علم العربية

ایڈیٹر

د. فتحي أحمد علي الدين

ناشر

جامعة أم القرى

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

اصناف

اسم على فعل؛ فإنّك لو رفعت كنت قد عطفت جملة من مبتدأ وخبر هى: عمرو أكرمته، على جملة من فعل وفاعل، هى: رأيت زيدا، ومع النّصب تكون قد عطفت جملة من فعل وفاعل ومفعول هى: أكرمت زيدا أكرمته، على جملة من فعل وفاعل هى: رأيت زيدا؛ فهو أحسن للتّشاكل، ومنه قوله تعالى: يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا (١)، وقوله: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٢) بعد قوله: وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٣)، وقوله: فَرِيقًا هَدى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ (٤)؛ وإنّما جاز الرّفع - وإن تخالفت الجملتان - لأن كلّا منهما قد وقع خبرا عن المبتدأ، فحصل التّشاكل من هذا الوجه.
فإن كان المعطوف عليه جملة اسميّة، والمعطوف كذلك فالاختيار الرّفع؛ طلبا للمشاكلة، تقول: زيد ضربته وعمر وكلّمته، فإن حملت الجملة المعطوفة على الجملة الصّغيرة من الجملة الأولى، فالاختيار النّصب عند سيبويه؛ (٥) للقرب/ من الجملة الفعليّة الّتى هى ضربته" ومنه قوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ (٦)، فالرّفع (٧)، على قوله: وَالشَّمْسُ تَجْرِي (٨)، والنّصب (٩)،

(١) - ٣١ / الإنسان. قال الفرّاء فى معانى القرآن ٣/ ٢٢٠:" نصبت" الظالمين" الأولى؛ لأن الواو فى أوّلها تصير كالظرف ل" أعدّ"، وانظر: التبصرة ٣٣٥ والبحر المحيط ٨/ ٤٠٢.
(٢) - ٣٠ / النازعات.
(٣) - ٢٩ / النازعات.
(٤) - ٣٠ / الأعراف.
(٥) - انظر: الكتاب ١/ ٩١ - ٩٢.
(٦) - ٣٩ / يّس.
(٧) - وبه قرأ نافع وابن كثير وأبو عمر. انظر: الكشف ٢/ ٢١٦ والإقناع ٧٤٢، وقال مكىّ فى مشكل إعراب القران ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧ " وارتفع" القمر" على الابتداء، و" قدّرناه" الخبر، ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ، و" قدّرناه" فى موضع الحال من" القمر".
(٨) - ٣٨ / يس.
(٩) - وبه قرأ الكوفيون وابن عامر. انظر: الإقناع والكشف، فى الموضع السابق.

1 / 148