تري الرجل النحيف فتزدريه ... وفى أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير إذا تراه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير
بغاث الطير أطولها رقابا ... ولم تطل البزاة ولا الصقور
خشاش الطير أكثرها فراخا ... وأم الصقر مقلات نزور
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا ... وأصرمها اللواتى لا تزير
وقد عظم البعير بغير لب ... فلم يستغن بالعظم البعير
ينوخ ثم يضرب بالهواري ... فلا عرف لديه ولا نكير
يقوده الصبي بكل أرض وينحره عَلَى الترب الصغير
فما عظم الرجال لهم بزينٍ ... ولكن زينهم كرم وخير
فقَالَ عَبْد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأضبط جنانه، وأطول عنانه! والله إنى لأظنه كما وصف نفسه
مطلب قصيدة عَبْد اللَّه بْن سبرة وكانت يده قطعت فِي غزوة الروم
وأنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه نفطويه، وأَبُو الحسن الأخفش، وأَبُو بَكْرِ بن دريد، والألفاظ مختلطة لعبد اللَّه بْن سبرة الحرشى، وكانت قطعت يده فِي بعض غزواته الروم فقَالَ يريثها:
ويلأم جارٍ غداة الروع فارقنى ... أهون عَلَى بِهِ إذ بان فانقطعا
يمني يدي غدت مني مفارقة ... لم أستطيع يوم فلطاس لها تبعا
وما ضننت عليها أصاحبها ... لقد حرصت عَلَى أن نستريح معا ...
وقائل غاب عَنْ شأنى وقائلةٍ ... هلا اجتنبت عدو اللَّه إذ صرعا
وكيف أركبه يسعى بمنصله ... نحوى وأعجز عَنْهُ بعد ما وقعا
ما كَانَ ذَلِكَ يوم الروع من خلقى ... ولو تقارب منى الموت فاكتنعا
ويل أمه فارسا أجلت عشيرته ... حامى وقد ضيعوا الأحساب فارتجعا
يمشى إِلَى مستميت مثله بطلٍ ... حتى إذا أمكنا سيفيهما امتصعا
1 / 47