البير کامی: محاولة لدراسة فکرہ الفلسفی
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
اصناف
كيف السبيل إلى تمييز الممكن عن المستحيل؟
لعل هذا هو السؤال الأساسي الذي نسي كاليجولا في غمرة يأسه وطموحه أن يوجهه إلى نفسه. إنه يحسب أن التجربة وحدها هي التي تستطيع أن تعطيه المعيار الذي يفصل بينهما. هذا الوهم يدفعه إلى أن يسير بمنطقه المحال إلى نهايته: «المنطق، يا كاليجولا، المنطق ينبغي أن يتابع طريقه!»
23
وهكذا يحس في نفسه بالحاجة التي تلح عليه أن يدرك المستحيل، أن يمد ذراعه فتلمس القمر، أن يصل إلى السعادة والخلود، إلى شيء ربما كان طائشا مجردا من كل معنى، ولكنه ليس من هذا العالم.
24
إنه يريد أن يغير نظام الأشياء، يريد من الشمس أن تغرب في الشرق، ومن العذاب أن يختفي من أرض البشر، ومن الموت أن يكف يده عن الناس
25
وهكذا يستطيع أن يقول: «إن فائدة القوة تكمن في أنها تتيح للمستحيل أن يحقق بعض الإمكانيات.» وأن يقول: «إن حريتي لم يعد لها حد تقف عنده.» بل أن يذهب إلى حد الادعاء بأنه «ما من شيء في هذا العالم، ولا في العالم الآخر يمكن أن يقاس بمقياسي.»
26
يريد كاليجولا أن يبرهن على حريته المطلقة، وينظم عدم اكتراثه، فيلقي بالناس في أتون من العذاب، إنه يختلق مجاعة ضارية، وينتهك حرمات النساء أمام عيون أزواجهن. ويريد كاليجولا أن يمتلك الناس كل الامتلاك فيأمر بقتلهم؛ ذلك «لأن الناس الذين قتلناهم، يصبحون معنا .»
نامعلوم صفحہ