وكما نصبت الخيام على القبور قبل الإسلام إلى جانب ذلك فقد نصبت الخيام على القبور في صدر الإسلام ,فنجد أن أول من خبر وردنا عن نصب خيمة على قبر كان عندما توفيت السيدة زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم (20ه /641م )وذلك بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) فقد مر على حفارين يحفرون قبر زينب في يوم صائف فقال لو أني ضربت عليهم فسطاطا ,فكان أول فسطاط ضرب على قبر في الإسلام(1) ثم استمرت تلك العادة إذا نجد أنه عندما توفي عبد الرحمن بن أبي بكر سنة (53ه /673م ) ضربت أخته عائشة (رضي الله عنها )على قبره فسطاطا(2) وفي سنة (68ه /687م ) توفي عبد الله بن عباس في الطائف فنصب محمد بن الخليفة على قبره خيمة(3)، وعندما توفي الحسن بن علي بن أبي طالب سنة (97ه /715م ) ضربت زوجته الخيمة على قبره وضلت مقيمة فيها سنة كاملة(4) ومما يجدر ذكره أن هذه الخيام المؤقتة ظهرت على الأضرحة القباب الثابتة .
وعندما انتشر الإسلام وتوسعت الفتوحات الإسلامية ,نقل العرب معهم بعض عاداتهم وحتى يميزوا أنفسهم عن غيرهم لأن الغريب يجب أن يكون متميزا فبلا من عمل خيام عملت قباب على القبور حتى تستمر في نحر الجزور , ولأن العرب شاهد مباني أقيمت على القبور مما دعاهم إلى الاقتباس من تلك العمائر ومنها أيضا القبة إلا أنهم توسعوا في مجالات استخدامها ولم يقفوا عند حد الشكل الذي أخذوه بل طوروا وأضافوا عليه من التحسينات المعمارية والجمالية إضافة إلى ابتكار أشكال جديدة وهذا هو طبعهم في كل شيء التحديث والتطوير .
صفحہ 41