ويمكن أن نرد عليه بأن عامل الوليد كان عمر بن عبد العزيز المشهود له بالورع والصلاح والتقوى والوليد خليفة ولسنا في محل تخطئة من سبقونا ممن شهد لهم بخدمتهم للإسلام فالوليد يعتبر أكبر خليفة خلف آثار معمارية دينية هامة ونستشهد هنا بما أورده المقدسي والسمهودي عند حديثهما عن قبلة مسجد رسول الله حيث ذكروا انه عند بناء مسجد المدينة جمع عمر بن عبد العزيز أشراف القوم من المهاجرين والأنصار فقال "عمر" احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا غيرها عمر فجعل لا ينزع حجرا إلا ووضع مكانها أخرى(1) بل ومن مظاهر المحافظة على التقاليد المعمارية إعادة العمد الجديدة محل العمد القديم التي كانت بدورها موضع السواري التي أقيمت أيام النبي صلى الله عليه وسلم(2) وهذه النصوص تدل على أن عمر جمع عند بنائه للمسجد وخاصة قبلته أشراف القوم من التابعين الذين شهد لهم الرسول بقوله القرون قرني هذا ثم الذي يليه ثم الذي يله , بمعنى أن الناس في القرن الأول خير الناس ولذلك لو كان هناك اعتراض لاعترض عليه فقهاء المدينة وأشرافها من المهاجرين والأنصار والذين كانوا يعلمون علم اليقين بإدخال قبر النبي داخل المسجد.
ولذا يرى الباحث أنه لا ضرر من إدخال القبر داخل المسجد والبناء عليه لان الأحاديث التي نهت عن البناء لحداثة المسلمين وقربهم من الوثنية مثلها مثل التصوير.
هذا وعندما حضر عمرو بن العاص الوفاة كان من ضمن ما أوصى به بقوله .... فإذا فرغتم من قبري فامكثوا عند قبري قدر ما ينحر جزور وينقسم لحمها فإني استأنس بكم حتى أعلم ماذا أراجع به رسل ربي(3).
صفحہ 40