============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف العطب والهلاك ويعادي الحق، قال الله تعالى : { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين}، وقيل : أوحى الله إلى داود عليه الصلاة والسلام في معنى اليفس : أن عادها فإنها عزمت على معاداتي ، وقد قال الله عز وجل : { إن النفس لآمارة بالسوع إلا ما رحم ربي}، فمن جاهدها وخالف هواها عرفها بالمخالفة وعرف عداوتها وحكمها، ولا يعرف النفس إلا من خالفها، وبالمخالفة يعرف أخلاقها، فأما ذاتها فلا يعرفها غير بارثها عز وجل ، ويروى عن أبي مالك الأشعري عن النبي ع أنه قال: أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك.
فرسوم الصوفية بحاهدة النفوس لله عز وجل وإيثار محبة الله على هواها ، فقد أوجى الله عز وجل إلى بعض أتبيائه : عاد نفسك في وودني بعداوتها ، فمذ خلقتها أظهرت لي المعاداة، وذلك أنها خلقت بأخلاق مختلفة ، ويقال إن الله (21) عز وجل خلق النفوس فجعل لها أخلاقا : خلقا من أخلاق الملائكة، وخلقا من أخلاق الجان، وخلقا من أخلاق الشياطين، وخلقا من أخلاق الوخش ، وخلقا من أخلاق الطيور ، خلقا من أخلاق البهائم، ثم جعل لها خلقا من أخلاق الجبروت فعرفت بها جميع الأخلاق، فمن غلب عليه خلق الملائكة غلب عليه العبادة، ومن غلب عليه خلق الجان والشياطين غلب عليه المعصية والعجلة، من غلب عليه أخلاق الوحوش غلب عليه الاستيحاش من 15 الخليقة، ومن غلب عليه خلق الطيور غلب عليه السرعة والسير، ومن غلب عليه خلق البهائم غلب عليه الأكل والشرب، ومن غلب عليه خلق الجبروت قام مقام الغباوة وخالف الحق وخرج من العبودية وقام بمخالفة الربويية فوكل إلى النفس، والنفس 18 خلقتها عجيبة وأمرها عجيب، ولا يعرف أخلاقها إلا من خالقها وبالمخالفة وقف على بعض اخلاقها.
وسئل بعض أصحابنا عن حقيقة النفس وكيف وقعت عداوتها وكيف كان بده 21 أمرها، فقال : لما خلق الله عز وجل النفس من الطين ونفخ فيها الروح فاستمكنت فنظرت إلى الملائكة وخشوعهم عند ربوبية الله تعالى وتقدس، فهشت إلى ذلك واشتهت 1)-3) القرآن الكريم 7/36.
3)-4) القرآن الكريم 53/12.
7) راجع التصفية 188، 12 23) فهيت.،. واشتهت، قارن رياضية النفس 23، 1 ن ..
صفحہ 19