============================================================
كتاب أدب اللوك في بيان حقاثق التصوف نفي العلائق وترك العوائق، ثم شغل العارفين في الزهد بالزهد رغبة، وللصوفية البالغين في حقيقة خالص الزهد والانفراد عن رؤية الزهد إشارات ولهم خصوصية في معاني تجريد 3 التوحيد ما جردوا فيه الزهد عن الزهد المعروف بالزاهدين، ومن حقيقة زهد الخاص نفي التعلق بما سوى الله عز وجل، ولقد نسوا في جنب الله حظ الدارين والتعلق بحظوظها حتى حكي عن الجريري أبي محمد أنه قال : كان لي مريد صادق فتوفي في سكر 6 إرادته، فرأيته في النوم فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : يا أستاذ غفر لي وتوجني بتاج الكرامة وأخذ بيدي وأدخلني الجنة، وكان يناولني الحور العين والقصور، (20) فقلت له: وهل علقت قلبك بشيء من ذلك؟ قال : لا يا استاذ! قلت : لو علقت قلبك 9 بشيء من ذلك لنرلت معه، فهذه حقيقة زهد الصوفية في الدارين، لم يختاروا عليه ولم يرغبوا معه في شيء من عطاياه، قد رضوا بالله وليا وحسيبا، ونسوا جميع حظ المنزرلين، فأولئك الزاهدون حقا، وللصوفية في الزهد حقائق وإشارات يقصر دونه العبارة 12 والوصف.
(3) باب رسوم الصوفية وأما رسوم الصوفية فمجاهدة النفوس وترك الشهوات ومخالفة الهوى ، قال الله عز وجل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، قال بحاهد : هي بحاهدة النفس ، وسئل رسول الله : من المجاهد؟ قال : من جاهد نفسه لله عز وجل ، وعن الحسن ، 18 قال : قدم قوم على النبي له من الغزو ، فقال : مرحبا بكم حياكم الله ، جثتم من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر! قالوا: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال : بحاهدة الرجل نفسه وهواه لله عز وجل 21 فالصوفية جاهدوا أنفسهم لأن النفس تدعو إلى مخالفة الله عز وجل وتحب ما فيه 15) فجاهدة: بجاهدة ص 16) القرآن الكريم 19/49 .
17) المعجم المفهرس 389/1 66 0192 (20(18 وهن ب
صفحہ 18