============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف الذين أشاروا إلى الحق بتجريد الهم والفناء عن الرسم ، وآثروا الله على ما سواه، وقد روي عن محاهد أنه قال : إذا وفد أهل الجنة إلى الله عز وجل وجدوا عنده أقواما على 3 الكراسي قد سبقوهم ، فيقيمون أهل الجنة ما أذن الله لهم ، ثم ينقلبون إلى ما أعد الله عز وجل لهم ثم يعودون ثانيا فيجدونهم على حالتهم، فلا يدرون آمقيمين كانوا آم غير ذلك، فكلما عادوا وجدوهم على حالهم، فقيل لمجاهد: آشهداء هؤلاء؟ قال: هؤلاء 6 أهل أثرة الله على ما سواه.
فالصوفية - صادقهم وكاذبهم - يدعون حقيقة التوحيد وترك الأسباب والاتفراد عن الأشياء، فأهل الحقائق تتبع دعاويهم حقائق وصفية من الاجتهاد واشتغال الجوارح بالطاعات وترك الشهوات وقطع العلائق والزهد في الدنيا والتورع عن جميع الحظوظ في الدنيا، فويل للمدعين الذين يشيرون إلى حقيقة التجريد ولهم اختيار والتذاذ بنفوس قائمة وأهواء بارزة، وحرام على من يشير إلى التصوف أن يسكن تحت خواطر الغيريات ، 12 ويعقد قلبه غير حب البريات، إلا أنه لا بد من الخواطر والوساوس الجارية والبشرية الموجودة ، ولكن الركون إلى غير الله مع الله شرك ، وقال أبو سعيد الخراز : لكل إنسان سبب مع الله تعالى ما خلا الصوفية، فإنهم متعلقون بمولاهم في جميع أحكامهم، وإنما 15 ذلك حقائق أسرارهم لا يظهرونه إلا في وقت الغلبات، وليس للغلبة حكم لأن ذلك وقت الحق عز وجل، فيظهر من أوليائه ما يشاء، فمن نطق بذلك بالتمييز والمعقول فإنما ذلك دعوى بلا حقيقة ، ونطق من حقيقة النفسية (12) وتمني الإنسانية ، قال الله عز 18 وجل: ، الله آذن لكم آم على الله تفترون} ، والصوفية إنما .. . على غيرها من الناس والصالحين بالقلب وأحكامه لأن الصوفية اجتمعوا على معنى واحد ، ثم افترقوا في الحقائق ورجعوا إلى الحق عز وجل من ثلاثة أوجه، كل ذلك مراجعة القلب بالمعنى... المراد 2 منه، وهم ثلاث طبقات: لما جاوزوا حدود الرياضات وعرفوا حقائق الواردات.0.
وإن سمعوا أهل القلوب والاشارات ، فالطبقة الأولى رجعوا إلى الله عز وجل بالعلم ...
أنابوا وأذعنوا لحقيقة الحق وأعرضوا بقلوبهم عن جميع الأشياء بحقيقة الصبر... النفوس 24 والجهد والطاقة، فهم راجعون إلى الله عز وجل بحقيقة الخشية وغيب المشا. قال الله 22) الأولى: الأول ض.
18) القرآن الكريم 59/10.
..
صفحہ 10