ان سكان البلاد الشامخة المستوية الريحية الكثيرة المياه تكون صورهم وأجسامهم جسيمة عظيمة تشبه بعضها بعضا وتكون سنتهم وغرائزهم الى اللين والبرودة وليسوا بأقوياء ذوى بأس وشجاعة ان من سكن فى أرض نحيفة هزلة رقيقة قليلة المياه جرداء وكان مزاج هوائها غير معتدل كانت صورهم جاسية ممتدة وألوانهم تضرب الى الصفرة أو الى السواد وأخلاقهم وغضبهم شديد لا يستشيرون أحدا وذلك أنه حيث يكون تغير الازمان تغيرا متتابعا مختلفا كثيرا تكون صور أهل تلك البلاد وأخلاقهم وطبائعهم مخالفة بعضها بعضا خلافا كثيرا
ان باختلاف الازمان يكون اختلاف الطبائع ثم بعد الازمان بالبلاد لان غذاء الانسان منها ثم بعد البلاد بالمياه
صفحہ 159