[chapter 1]
كتاب ابقراط فى الامراض البلادية
قال ابقراط: ينبغى لمن أراد طلب علم الطب طلب قاصدا أن يفحص أولا عن أزمنة السنة وما يحدث فيها لأن بعضها (لا) يشبه بعضا بل بعضها. يخالف لبعض خلافا بعيدا وقد تختلف أيضا فى انقلابها بذاتها
صفحہ 1
ان السنين (التى) تحفظ أزمنتها على اعتدالها أو مزاجاتها فالامراض التى تعرض فيها تكون بهيئتها وعلى استوائها غير مخالفة ولا متبينة والازمنة المخالفة الكثيرة الانتقال فان الامراض التى تعرض فيها غير مستوية ولا ملائمة أصلا وانحلالها عسر شاق
صفحہ 3
ان الرياح الحارة والباردة العامية منها والبلادية تغير الابدان
انه ينبغى للطبيب أن يفكر فى قوة المياه أيضا لانها مختلفة فى المذاقة والوزن وكذلك تختلف فى القوة أيضا اختلافا شديدا
صفحہ 5
اذا أقبل أحد الى مدينة لم يدخلها ولم يكن له بها خبرة فيحق عليه أن يستقصى هيئة وضع المدينة كيف وضعت من سمت الرياح ومشارق الشمس لانها لا تكون كلها سواء وذلك أنه اذا كانت المدينة سمت الشمال فانها لا تكون على هيئة المدينة التى سمتها الجنوب ولا تكون المدينة التى سمتها المشرق على وضع المدينة التى سمتها المغرب
صفحہ 7
انه ينبغى أن يفكر أيضا أعظم الفكر فى وجوه المياه وكيف هى أبطائحية هى راكدة أو لينة أو متنة سائلة من نواحى مشرفة صخرية أو مالحة بطئة النضج: انه ينبغى للطبيب أيضا أن يفكر فى الاراضى ان كانت جرداء عديمة الماء أو شعراء كثيرة الماء أو كانت غائرة غميمة أو مشرفة باردة وينبغى أن يفكر فى غذاء الناس وفى أية لذتهم أفى كثرة الشراب والاكل وحب الدعة أو حب العمل والكد والاكل وأن يفحص عن كل واحد من هذه الاشياء فى كل بلد
[chapter 2]
صفحہ 9
ان الطبيب اذا علم كل ما ذكرنا من الامور أو جلها ولم يجهلها فانه اذا دخل مدينة لم يدخلها قبل ذلك ولم تكن له بها خبرة لم يسقط عنه من أمرها شىء لا من الامراض البلادية ولا من طبائع بطون الابدان ولا كيف هى ولا على أية هيئة هى فعند ذلك لا يخفى عليه علاج الاسقام ولا يعدو وجه صواب ما ينبغى أن يعالج به وان هو لم يعلم أحد هذه المواضع التى ذكرنا لم يقدر أن يعالج أحدا ولا يستعمل فكره فيه
صفحہ 11
اذا مضى شىء من الزمان والسنة فان الطبيب سيخبر بكل مرض عام يعرض لاهل تلك المدينة فى الشتاء وفى القيظ وكل مرض خاص يعرض لكل واحد من أهلها من قبل تغير أغذيتهم اذا لم تكن الامراض من فساد الهواء فانه لا ينزل المرض بأهل المدينة عامة ولكنه يكون متفرقا فاذا فكر الطبيب فى هذا النوع وفى هذه الاشياء فعلم علما كافيا كيف تكون الازمنة كان حريا أن يكون علمه صوابا فى الاشياء كلها ويقع على الصحة لعلمه بالداء ويكون صوابه فى الصنعة كثيرا وخطاؤه يسيرا
صفحہ 13
فان ظن أحد أن الاشياء التى ذكرنا هى من العلم العلوى فأقر به وصدقه فانه سيعلم أن علم النجوم ليس بجزء صغير من علم الطب وذلك أن بطون الناس تتغير فى بعض الازمنة
[chapter 3]
القول فى المدينة الاولى
ان كل مدينة موضوعة بازاء الرياح الحارة التى هى وسط شرق الاستواء أو غربه فانها تهب اليها هبوبا دائما وتكون من ازاء الفرقدين ومياه هذه المدينة كثيرة حارة مالحة اضطرارا وهى تسخن فى القيظ وتبرد فى الشتاء
صفحہ 15
ان رؤوس سكان هذه المدينة رطبة بلغمية وبطونهم كثيرة الاختلاف دائمة ان الاغلب على هذه الابدان الضعف: ان عمار هذه المدينة لا يقدرون أن يكثروا من الطعام والشراب لضعف رؤوسهم ولذلك السبب لا يستطيعون الشراب الكثير لان كثرة الشراب تغم الدماغ وتضيق عليه
ان نساء هؤلاء الناس مرضى ذوات أسقام أبدا يكثر طمثهم فلا يشتملن وليس ذلك من قبل طبيعتهن ولكن من قبل أمراضهن فان حملن أسقطن أكثر ذلك
صفحہ 17
ان أولاد هؤلاء النساء قد يصيبهم الكزاز والربو والسقم الكاهنى
ان سكان هذه المدينة من الرجال من يعرض لهم البغر واختلاف الدم والسقم الذى يدعى ايبالوس وحمى طويلة شتوية وليلية وبواسير فى المقاعيد
صفحہ 19
انه لا يعرض لهؤلاء الناس العلة التى ذكرنا ذات الجنب ولا وجع الرئة ولا الحمى الملتهبة التى تدعى بالرومية قوسوس ولا شىء من الامراض الحادة لان هذه الامراض لا تعرض لمن كان بطنه لدنا لينا قد يعرض لعيون هؤلاء الناس الرمد غير الشديد ولا الطويل الا أن ينزل بهم سقم عام وتهب الجنوب فتغير الهواء وتملأ الرؤوس فضولا
اذا أتى على هؤلاء الناس خمسون سنة عرض لهم نزلة من الدماغ فيهيج فيهم الفالج الآخذ فى جميع الجسد ولا سيما اذا أصابت رؤوسهم بغتة حرارة زائدة أو برودة فائقة
[chapter 4]
القول فى المدينة الثانية
صفحہ 21
ان كل مدينة موضوعة بازاء ناحية الرياح الباردة مما يلى ناحية الغرب والشرق القيظيين فان هذه الرياح هى رياحها البلادية وتكون مستورة من الرياح الحارة فهذه حال هذه المدينة
ان مياه هذه المدينة يابسة بطئة النضج حلوة أكثر ما يكون
ان سكان هذه المدينة من الناس أكثرهم أنس أقوياء سوقهم الى الدقة اضطرارا
صفحہ 23
ان بطون هؤلاء الناس السفلية جاسية جدا وأما بطونهم العلوية فسهلة لدنة سيالة ممرورة لا بلغمية
ان رؤوس هؤلاء القوم صلبة يابسة شديدة صحيحة انه يكون فى هؤلاء القوم الفتق كثيرا
انه ينزل بهؤلاء القوم هذه الاسقام الاتى هى ذات الجنب كثيرا والاسقام الحادة اضطرارا وذلك لان بطونهم جاسية يابسة
انه قد يعتريهم أيضا كثرة القيح فى كل علة وعلة ذلك امتداد البدن ويبس البطن وجساوته
صفحہ 25
ان هؤلاء القوم عروقهم تنقطع لحال برد الماء لان هؤلاء القوم يكثرون الاكل اضطرارا ولا يكثرون الشرب لانه لا يمكن أن يجمعوا كثرة الاكل والشرب
انه لا يعرض لسكان هذه المدينة الرمد سريعا فاذا رمدوا تصدعت أعينهم
ان شباب هؤلاء القوم اذا كانوا بنى ثلاثين سنة أصابهم أيام القيظ رعاف كثير شديد: انه لا يعرض لهؤلاء القوم الاسقام الكاهنية فان عرضت كانت شديدة قوية
صفحہ 27
ان سكان هذه المدينة قد تطول أعمارهم ما لا تطول أعمار غيرهم
ان القروح التى تكون فى هؤلاء القوم لا تندى فلا تشد عليهم
ان أخلاق هؤلاء القوم وحشية غير ساكنة ولا هادئة
ان هذه الاسقام البلادية انما تعرض لسكان هذه المدينة ان لم ينزل بهم سقم عام من قبل تغير الازمان العامية
صفحہ 29
ان نساء هذه المدينة يكن عواقر لبرد الماء ويبسه وابطاء نضجه وذلك أن الطمث ربما لم يكن على ما ينبغى وكان قليلا فاسدا
انه اذا نفس هؤلاء النساء أعنى سواكن ما يلى الفرقدين فاشتد عليهن الولادة فلرداءة الماء يكون ذلك
ان نساء هذه المدينة لا يسقطن أكثر ذلك فانهن اذا ولدن لا يقدرن على غذاء أولادهن لانه يطفأ الغذاء لجمود فيضان ألبانهن لبرد الماء وجسوته
صفحہ 31
انه قد يعرض لهؤلاء النساء الكزاز ووجع الرئة ويدعى بالرومية فيسيس وهو السل وقد يعرض ذلك لهن من الولاد وانما يكون ذلك من تعذر وضعهن وعسره فينقطع بعض العصب والعروق التى تكون فى الرئة
من الوصفاء قد يعرض لهم الماء الاصفر فى الانثيين اذا كانوا أطفالا فاذا كبروا انفش ذلك وذهب عنهم: ان احتلام فتيان هذه المدينة يكون بطئا
ان الرياح الحارة والباردة والمدن الموضوعة على سمت ذينك الجزئين فهى على ما قلنا من الحالات PageV01P03 3
[chapter 5]
القول فى المدينة الثالثة
كل مدينة موضوعة سمت الرياح التى بين المطلع القيظى والشتوى وكل مدينة موضوعة ضد هذه المدينة فان القول فيها هذا، ان كل (مدينة) موضوعة ناحية شرق الشمس تكون أصح من المدينة الموضوعة ناحية الفرقدين ومن المدينة الموضوعة ناحية الرياح الحارة
صفحہ 35
ان الحرارة والبرودة فى هذه المدينة أقل وأيسر: ان أمراض أهل هذه المدينة تكون أقل وأضعف
ان المياه الكائنة سمت طلوع الشمس هى مضيئة نيرة صافية اضطرارا طيبة الشم لينة لان الهواء لا يكون فيها غليظا والشمس تحول بينها وبين أن تغلظ وبيان ذلك أن الهواء الرطب يكون بالاسحار أغلظ وأجسى
ان كل مدينة تكون على سمت الغرب تكون رطوبة هوائها باقية فيها كثيرا
صفحہ 37
ان صور وجوه عمار هذه المدينة حسنة الالوان نيرة وضيئة ان لم يحل دون ذلك مرض عارض فيضر بها
ان أصوات رجالهم صافية حديدة: ان هؤلاء (لا) يغضبون سريعا ولا يحتدون
ان النبات والاعشاب فى هذه المدينة أقوى وأصح من غيرها
ان هذه المدينة فى هيئتها وذاتها لشبيهة بفصل الربيع فى قلة الحر والبرد
صفحہ 39
ان أسقام سكان هذه المدينة أقل وأضعف وكذلك كل مدينة موضوعة فى سمت الرياح اليسيرة الحرارة
ان نساء هذه المدينة يعلقن كثيرا ويلدن بغير مشقة
[chapter 6]
القول فى المدينة الرابعة
صفحہ 41