247- قال: وحدثني ابن عبد الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم / قال: ((يدخل أهل الجنة الجنة أجمعون أعلاهم وأسفلهم، ونساؤهم على قدر واحد، فإذا دخلوها، وصاروا إلى منازلهم بعث الله مناديا ينادي: يا أهل الجنة أرضيتم منازلكم؟ فيقولون بأجمعهم: نعم، والله لقد أنزلنا ربنا منازلنا النعمة، والكرامة، فلا نبغي بها بدلا، ولا عنها حولا، رضينا ربنا جارا، اللهم ربنا فإنا سمعنا مناديك فأجبناه بالقول الصادق، اللهم ربنا فإنا اشتهينا النظر إلى وجهك الكريم، فإنه أفضل ثوابنا عندك، فيأمر الله تعالى عند ذلك الجنة التي بها عرشه، ومحله، وهي دار السلام، فيقول لها: خذي زينتك، واستعدي لزيارة أوليائي، فتسمع لربها، وتطيعه، قبل أن ينقضي كلامه، فتأخذ زينتها، وتستعد لزيارة أولياء الله، ويأمر الله ملكا من الملائكة أن أدع عبادي إلى زيارتي، فيخرج الملك من عند الرحمن، فينادي بأعلى صوته بصوت لذيذ ممدود: يا أهل الجنة، يا أولياء الله، زورا ربكم، فيسمع صوته أعلاهم، وأسفلهم، فيركبون الخيل، والنوق، فيسيرون في ظلال شجر الجنة في تلال مسك أبيض، وزعفران أصفر حتى ينتهون إلى الباب، ويسلمون ويدخلون، وينظرون إلى عرش الرحمن/ وكرسيه، إلى نور يتلألأ من غير أن يتجلى لهم، فيقولون: سبحانك ربنا قدوس، قدوس، رب الملائكة والروح، تباركت ربنا وتعاليت، أرنا ننظر إلى وجهك، فيقول الله عز وجل لحجاب النور الذي يتلألأ دونه: اعتزلي فيعتزل حجاب دون حجاب حتى يعتزل سبعون ألف حجاب كل حجاب هو أشد من الذي يليه بسبعين ضعفا، فيتجلى لهم رب العزة تبارك وتعالى، فينظرون إلى وجهه الكريم العظيم الجليل، فيخرون له سجدا، فيقولون وهم سجود: سبحانك ربنا، ولك الحمد والتسبيح أبدا، أنجيتنا من النار، وأدخلتنا الجنة، فنعم الدار ونعم القرار، ورضينا عنك الرضا كله، فارض عنا، فيقول الجبار تعالى: وأنا قد رضيت عنكم الرضا كله، ليس هذا حين عمل، ولكن هذا حين نضرة وسرور ونعيم، فسلوني أعطيكم، وتمنوا علي أزيدكم، فيتمنون في أنفسهم، وهم سجود أن يتم لهم ما أعطاهم من غير أن يتكلموا به، فيقول لهم الجبار تعالى: أنا معطيكم الذي تمنيتم، ولكم عندي من المزيد أضعافا، فيرفعون رؤوسهم بالتكبير لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم إلى ربهم من شدة النور، فيقول لهم/ العلي الأعلى: مرحبا بعبادي، وأضيافي، وجيراني، وأحبائي، وأوليائي، وخيرتي من خلقي، وأهل طاعتي، فيأمر الله تعالى رب العزة بمنابر من نور، ودون تلك المنابر الكرسي من ذهب، ودون تلك الكراسي الفرش والنمارق المصفوفة، ودون تلك النمارق، الزرابي المبثوثة، فيقول الجبار تعالى: هلموا اجلسوا على كراماتكم، فيتقدم الأنبياء فيجلسون على تلك الكراسي، ثم الأمثل، فالأمثل على قدر المجالس، ثم يوضع لهم موائد من نور لكل مائدة منها سبعون لونا مكللة بالدر، والياقوت، فيقول رب العزة لحفدته: أطعموا عبادي ، فيأكلون من ذلك ما شاؤوا فيقول بعضهم لبعض: ما طعامنا الذي عند أهلينا عند هذا الطعام إلا حلم، ثم يقول رب العزة لحفدته: اسقوا عبادي، فيؤتون بشراب، فيشربون منه، فيقول بعضهم لبعض: ما شرابنا الذي عند أهلينا عند هذا الشراب إلا حلم، ثم يقول رب العزة لحفدته: أطعمتم عبادي وسقيتموهم، فكهوهم، فيؤتون بفاكهة، فيأكلون منها، فيقولون فيها مثل ما قالوا فيما قبلها، ثم يقول رب العزة: اكسوا/ عبادي، وحلوهم، فيكسون، ويحلون، فيقولون فيها مثل ما قالوا فيما قبلها، فبينما هم جلوس على كرامتهم إذ بعث الله عليهم ريحا من تحت العرش، فتثير عليهم مسكا هو أشد بياضا من الثلج، فتغير ثيابهم، ورؤوسهم، ثم يقول لهم رب العزة: سلوني أزيدكم، فيقولون بأجمعهم: ربنا نسألك رضاك، فيقول لهم: إني قد رضيت عنكم يا عبادي فيخرون له سجدا بالتسبيح، والتهليل، والتكبير، فيقول لهم: عبادي ارفعوا رؤوسكم، فليس هذا موضع عبادة، ولكنه موضع نعيم، وسرور، فيرفعون رؤوسهم، ووجوههم مشرقة من نور ربهم، ثم يقول لهم رب العزة: انصرفوا إلى منازلكم، فيخرجون من عند ربهم، فتتلقاهم غلمانهم بدوابهم، فيركب الرجل منه على ما اشتهى من دوابه، ويركب معه سبعون ألف غلام على مثل الذي يركب، فيسبق من شاء بالبشرى إلى قصوره، ثم يسير معه سائرهم حتى يأتي أي قصر شاء من قصوره، فيخرج إليه خدمه، وغلمانه، وأزواجه من الحور العين، فيتلقونه خارجا من قصره، فإذا دخل قصره قامت إليه زوجته فرحبت به وقالت/ له: لقد جئتني بنور وجه وجمال، وريح، وحلية، وكسوة لم أفارقك عليها، قال: فينادي ملك من عند الرحمن بصوت عال: يا أهل الجنة هكذا أنتم أبدا أجدد لكم الكرامة، والنعيم. قال: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يقولون لهم: سلام عليكم، ربكم يقرئكم السلام، معهم الأطعمة، والأشربة، والكسوة، والحلية فجند من الملائكة تدخل، وجند من الملائكة تخرج هكذا أبدا)).
248- قال: وحدثني ابن عبد الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المتحابون في الله في جنة عدن في قصور على عمد من ياقوت مشرفين على أهل الجنة مكتوب في جباههم، هؤلاء المتحابون في الله بخط من النور إذا أطلع أحدهم من قصره ملأ نور وجهه قصور أهل الجنة، كما يملأ نور الشمس الأرض، فيقول أهل الجنة: هذا رجل من المتحابين في الله قد أطلع، فينظرون إلى وجهه، فإذا هو كالقمر ليلة البدر)).
249- قال: وحدثني ابن المغيرة، عن العرزمي، عن مجاهد قال: إنما وصف لكم ما في الجنة مثل ما في الدنيا يشبهها لتعرفوه، وليس هو على حاله، ولا على لونه، ولا على طعمه، ولكن شبه لكم لتعرفوه))/.
250- قال: وحدثني أصبغ بن الفرج قال: كان الحسن البصري يقول: ما حليت جنة ما حليت لهذه الأمة، وذكر أن رجلا تلا آية من كتاب الله عند النبي صلى الله عليه وسلم فيها ذكر الجنة، فرددها، ثم زفر زفرة خرجت منها نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خرجت نفس صاحبكم شوقا إلى الجنة)).
Sayfa 84