232- قال عبد الملك: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صار أهل/ الجنة إلى منازلهم من الجنة بعث إليهم الروح الأمين جبريل عليه السلام، فيقول: يا أهل الجنة إن ربكم يقرئكم السلام، ويأمركم أن تزوروه في دار الجلال، ودار السلام، فينطلقوا مسرورين مستبشرين إلى ربهم حتى يقفوا بداره التي بها موضع عرشه، وهي جنة عدن، فيأذن لهم، فيدخلون، ويسفر لهم عن وجهه الكريم العظيم الجليل، فيسلمون، وتسليمهم أن يقولوا: ربنا أنت السلام، ومنك السلام، ولك حق الجلال والإكرام، فيقول لهم رب العزة: وعليكم السلام مني وعليكم رحمتي، وتحيتي، مرحبا وأهلا بعبادي الذين أطاعوني بالغيب، وحفظوا وصيتي، ورعوا عهدي، فيقولون: وعزتك وجلالك ما عبدناك حق عبادتك، ولا قدرناك حق قدرك، ولا أدينا إليك كل حقك، فأذن لنا بالسجود، فيقول لهم: إني قد رفعت عنكم مؤونة العبادة، وأفضيتم إلى كرامتي فيوضع عند ذلك المنابر للأنبياء، والرسل، والكراسي للشهداء والصديقين، والنمارق لمن دونهم، فيأخذون مجالسهم، فيقول الله تعالى لداود نبيه: يا داود مجدني بصوتك الحسن، فيرفع صوته بالتسبيح، والتحميد، والتمجيد، والتقديس، بصوت لم يسمع الخلائق أحسن منه، ثم يقول الله عز وجل لملائكته/: أطعموا عبادي وزواري، فتوضع بينهم مائدة الخلد بألوان الأطعمة، فيأكلون أكلة لا يمسهم بعدها جوع أبدا، ثم يقول الله عز وجل: اسقوا عبادي وزواري الرحيق المختوم الذي لم تمسه الأيدي، ولم يغير طعمه شمس، ولا ريح، فيشربون شربة لا يمسهم بعدها ظمأ أبدا، ثم يقول تعالى: فكهوا عبادي وزواري، فيتفكهون بما لم يخطر على بال، ولم يظنوا أنه يكون مثله، ثم يقول تعالى: اكسوا عبادي، وزواري، فيكسى كل رجل منهم سبعمائة حلة، والأدنى منهم سبعين حلة ليس منها حلة على لون الأخرى هي أخف عليهم من ريشة على ظهورهم، ثم يقول تعالى: عطروا عبادي، وزواري، فتظلهم سحابة، فتمطر عليهم ما وجدوا مثله في شيء من الجنة، ولا من طيبها يزيدهم بذلك حسنا ، وجمالا، ثم يقول تعالى: عبادي سلوني ما شئتم أعطيكموه، فيقولون: ربنا نسألك رضاك، فيقول: قد رضيت عنكم الرضا كله، وبرضائي عنكم نظرتم إلى وجهي، وحللتم داري، فاسألوني ما شئتم أعطيكموه، فيتمنى كل رجل منهم ما شاء، فيقول: ازدادوا، فيتمنون، فيقول: ازدادوا، فيتمنون، فلا يزالون يتمنون، ويعطون، فيقولون ربنا حسبنا، فيقول لهم: قد أعطيتكم أمنيتكم وعشرة أضعافها/، ولكم عندي من المزيد ما لم تبلغه أمنيتكم، ولم يخطر على قلوبكم، فيؤتون بذلك كله، فإذا فرغوا من ذلك عرضت عليهم خيل مقرنة على كل أربعة منها سرير من ياقوتة، وعلى كل سرير منها قبة من ذهب مفروغة، في كل قبة منها فراشان من فرش الجنة، وفي كل قبة جاريتان من الحور العين، فيأمر الله كل رجل منهم، فيتحول في قبة مع جاريته يعانقها، وتعانقه، ويهنئان بكرامة الله، ويأمر الله الملائكة فينصرفون بهم إلى منازلهم التي أعدها الله لهم في الجنة إلى قباب من در مجوفة محصنة بالدر، والياقوت، والزبرجد فيتلقاهم أزواجهم، وعليهن من كرامة الله، وحوادث نعمته أكثر مما فارقوهم عليه، فتقول كل زوجة منهم: مرحبا بحبيبي، فتضع فاها على فيه، وبطنها على بطنه، ثم تجيء الأخرى فتقول: مرحبا بحبيبي، ثم تأتي أخرى، فتقول مثل ذلك، ثم يقلن بأجمعهن، والذي كرمك يا ولي الله بالنظر إلى وجهه لقد ازددت في أعيننا حسنا، وكمالا، وجمالا، وبهاء، فيقول: وأنتن، والله لقد زادكن الله حسنا، وكمالا، وجمالا، وبهاء، فهذا لهم في مقدار يوم الجمعة مثل أيام الدنيا، وهو يوم المزيد في الجنة)).
Sayfa 73