============================================================
16 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقد يكون الاستغفار أكثر من ذلك وإنما السبعون جارية في كلام العرب كثير، فمن ذلك قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80].
وهذا لا يقتضى الوقوف على السبعين؛ إذ لو استغفر هم آكثر من السبعين لم تقع المغفرة، وكذلك في قوله تعالى: *(ثم في سلسلة ذرغها سبعون ذراعا فاسلكوف [الحاقة: 32].
فلم يقتصر رسول الله ل على ذكر السبعين إلا هذا المعنى، وهو يستغفر على الدوام.
واختلف العلماء في استغفاره فمن قائل كان يرقى مقاما بعد مقام فيستغفر من الأؤل، وذلك عندهم مستحسن بخلاف غيره، ولم أجده عندي كذلك؛ إذ لم يكن استغفاره عن أمته، وكان استغفاره خصيصا بنفسه، فإن رسول الله كان في كل مقام على أكمل الأحوال بالأخذ عن ربه، فلا ينطق عن الهوى إن هو إلا وخي يوحى} [النحم:4] .
فكان في المقامات بالله تعالى لا بنفسه، وكيف يصك أن يكون مقام ناقصا إلى ما هو آعلى منه في مثل هذا الحال إذا كان مشاهدا لفيض الإهية ومحل الربوبية؟ فإن كان ارتقاء الثتب المعنوية لا يصخ فيه الصعود والهبوط وإنما ذلك بحسب الشخص، ويصكح العلو والنزول في التابع، فإن المتبوع مشرغ له ومتنزل من علو مرتبته إلى أدنى رتب التابعين، كالقاري للقرآن الحافظ له المعلم للأطفال فإنه مع حفظه للقرآن يبتدئ مع المبتدى في القراءة وينزل إلى رتبته.
وقد توضأ رسول الله مرة مرة وقال: "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا ب(1)، و"توضأ مرتين مرتين"(2) وقال فيهما ما قال من الأجر مرتين، و"اتوضأ ثلاثا تلا(3) وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي (1) رواه البخاري (2551/6).
(2) رواه البخاري (70/1) .
(3) رواه البخاري (70/1) .
Sayfa 8