68
Sayfa 1
============================================================
لنالخحاليم الجرنى اللول ن الوهية الحمد لله الذي أوضح الطريق لسلوك عباده إليه، وفتح باب دعوته لدخول أوليائه عليه، واختصهم لحضرته، فمن بجالس ومؤانس وقائم بين يديه، ك ذلك ضربا للأمثال ليفهموا، ولا يصل الفهم ولا العقل إليه، تعرف لهم، فبه عرفوه، ووصف لهم ذاته العلية، فبالوصف الذي وصفها لهم به وصفوه، وطهر قلوهم من الأغيار فما أنسوا بغيره ولا ألفوه، وخرق أسماع قلوهم خطابه فأسكرهم بلذيذ ذلك الخطاب، وتحلت لهم صفات جماله فذهلت منهم العقول وطاشت منهم الألباب، وأسطلهم الدهش فحاروا وعجزوا عن رذ الجواب، فلولا ثبتهم في ذلك المقام ورتهم بعد الصحو والاصطلام فلاطفهم بلطائف ذلك الكلام لصار بناؤهم إلى الإهدام، واندرست تلك الرسوم والأعلام، ولسارع على وجودهم الاضمحلال والانعدام.
أحمده وهو الحامد لنفسه على الكمال والتمام، وأشكره وبشكره يجب الشكر ويزيد الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة مخلصة مستمرة على الدوام، وأشهد أن سيدنا محمذا عبده ورسوله المبعوث إلى سائر الأنام المفرق ما بين الحلال والحرام والناسخ بشرعته جميع الشرائع والأحكام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أفضل صلاة وأفضل سلام.
اها بع ب تالف العتاى فإنه سألني ولي كرعم وصديق حميم بشغر الإسكندرية في العشر الأوائل من ربيع الأولى سنة ثمان وسبعمائةن للهجرة النبوية أن أجمع له محموعة تشتمل على حكايات من صحبته، وأخبار من رأيته، وما آخبروي به عن آنفسهم، وما حكوه لي عن غيرهم من الأولياء والصالحين والفقراء والسالكين والعلماء والعارفين وأرباب الأحوال
Sayfa 2
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد والواحدين، وسالكي طريق الورع والنزاهة والعباد والمتوجهين وأهل الاطلاع والمكاشفين، وما بلغني عن الأقطاب والأبدال والأوتاد والأميين في كل إقليم من البلاد والخليفة والإمام والمستخلف في كل مقام، وما أخبروا به عن آنفسهم، وما حكوه لي عن غيرهم، ومن تعدى هذه الأطوار وفات الليل والنهار، وما حقيقة التصريف والتعرف والتعريف؟
ليكون إلى جناب الله مشوقا وللسالكين مطرقا وللعارفين مثبتا ومحققا، وخشيت على اندراس هذا الطريق وغيره على أهل التحقيق، وألا يزعم الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا أن ذلك ما كان أو ما وقع في زمان، أو يعتقد أرباب العلوم الكائنة في الكتب أن ذلك كان شيئا ومضى، أو كبرق لاح وطار ومضى، فهو يحدس بفكره ويقيس ويغيب عن النفيس برؤية الخسيس، فلا يعرف إلا ما يراه من ملبسه من جنسه، ويقيس بيومه على ما مضى من آمسه، ويضرب الأمثال على آنواع المحال، ويعرض عن الحق بما حلا له من الباطل ولا يرجع فيه إلى عاجل ولا آجل فتراه من سوء الظن يحول ويترتم ويقول: أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها هذا وإن كان صدق فيما قاله القائل فإها كلمة حق أريد بها باطل: خرقة السادة الصوفية هذا وإن كانت الخرقة الشريفة قد كثر من المتشبهة والكذبة عليها والجهالة من العباد، وسرى ذلك في كثير من البلاد، وقام لهم الشيطان إماما وتعلق في مراياهم أحلاما فبعضهم يحض عليه ويتولاه، وبعضهم يدفعه عن تبعيته ولا يرضاه؛ لأنه قد أعرض عن الرحمن ونسي قوله تعالى: الم أغهذ إليكم يا بني آدم أن لأ تغبدوا الشيطان} [يس: 60] .
وقد جعلوا حظهم في هذه الطريقة ألوان اللباس وألوان الطعام، وقنعوا من الأسرار الإلهية والمنازلات الربانية بالبقبقة والتشدق في الكلام، يتبعهم على ذلك الجهال من العوام وأرباب الشهوات وأكلة الحرام؛ لأن النفوس محبوسة عن شهواها ولذاها بسيوف
Sayfa 3
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشرائع الظاهرة بالتقوى، وممنوعة عن شرها وحظوظها بما حده الله تعالى من الحدود وترك الهوى بسيوف الخوف حتى يقود إلى التقوى فإذا وجدث مساعذا لها على خلاصها من حبسها وإطلاقها في الإباحة لملادها وأنسها خرقت سياج شرعها، وأفلتت من شباك زيغها، ولم تراع حق رها، وزعمت أن هؤلاء هم أفضل الخلق أقوالا
وأعمالا، وأهم الأقرب إلى الله تعالى فغيروا أعلام الطريق، واشتبه على العامة معرفة الزنديق من الصديق فعيرت عن ذلك مطلقا قلت فيه محققا كما قيل عمن تقدم: وتغيرت صفة الغوير فما الغوير كما الغوير ولا التقى ذآك التفى السلوك الصويع لكن ليس برؤية المستحيل يستحيل الواجب، ولا بوجود الباطل يكون الحق ذاهبا، فالشمس لا تتغير بما يسترها من السحاب، ولا يذهب الأسد عويل الذئاب، فإن الأولياء بحمد الله تعالى في زماننا هذا كثير، وأهل الطريق من كل نوع في السلوك إلى الله تعالى جمع كبير لا يعلمهم إلا الذي خلقهم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14] .
لا تقف يا ولي مع الأوهام، ولا بقول من قال بسوء الظن بالطائفة ذاك الكلام، فان جعل الجميع في سوء الظن واحد، وسوء ظنه في الحقيقة عليه عائد؛ لأنه هو الشاهد لصورته في المرآة والمحبوس في سوره فلا يتعداه، فتراه يميل إلى هواه ويرفض ما سواه، ومن جهل شيئا عاداه، ولست لذلك أهلا ولا إلى ما حملني مستقلا لأن الأمر عظيم والخطب جسيم وجناب الله تعالى منيع وشأنه عزيز وحرزه حريز.
كيف واختلاف الطريق بحسب السالكين، والمطلوب بحسب استعداد الطالبين؟
فهم وإن اختلفت طرائقهم فبحسب آنواعهم وأجناسهم، فاختلافهم بحسب نصيبهم من آثار الصفات، ونصيبهم بحسب قسمتهم من الميراث والمطلوب واح ولا تقبل الوحدة الناقص ولا الزائد، فكيف لي بإحابتك أيها السائل؟
مع حجاب الشواغل وتكدر الخواطر وظلمة الباطن والظاهر؟
فنسأل الله العظيم آن يعينني بعنايته ويخصني بكرامته ويسعدي بولايته ويجعلني له حبيبا حتى أكون له محيبا فلقد هيحت مني ساكنا وأثرت عندي كامنا.
Sayfa 4
============================================================
ل الوحيد في سلوك أهل التوحيد هيجت يا سعد مني الشوق تنخوفم وزدت نار الأسى في باطني عجبا 259 م أقض من حقهم بعض الذى وجبا فلؤ على الحفن مني زرت ريعهم لكن كيف لمقصؤص الجناح بالطيران ولمن عمى بصرة برؤية الآلوان تف (6 فقد ثار حزني وطار آمني وتخلى صديقي عني كفى خزنا ألا صديق وأنني فريد بلا عيش يسؤ ولا نشك كأني نضار ظنه الدهر بهرجا فألقاه في نار ليخلص بالسبك كرفث حياتي واستطبت منيتي إذا ضحكث سني فقلبي دما يبكي واني وإن كنت على آشنع مما وصفت، ويعلم الله تعالى مني فوق ما علمت وعرفت لأنازع نفسى التوبة، وأسأل الله تعالى رفع الحوبة، وأجنح إلى المتاب، وأرجو منه
حسن المآب وإرادف الزفرات على زمان فات، وإن لم اكن من ذلك القبيل ولا مستحفا لقال فيه ولا قيل، تنازعني الأشواق وتغالبني الأتواق وأقول كما قيل سقى الله ريعا فيه سلمى محلة من الديم مأ يهمي به ويبسم وإن لم أكن من ساكنيه فإنه يحل بره شخص علي كرتم ف قد أوضحت لك بعض ما عندي، وبئت لك نحسي من سعدي، لأوضح لك بذلك أعذارا وأقدم لك فيه إنذارا فإن وقع الخطأ فهو مني، فاسئل الله تعالى لي الإقالة، وإن وقع الصواب فهو من فضل الله تعالى فاسئله لي الإنالة، وكيف لا يقع الخطا والخطا واقع؟
ى فق ط من ذا الذي ما ساء قط ومن له الخي وقد استخرت الله تعالى واستعنته وتبت إليه واستغفرته واستعفيته من قلب قاس وحفن جامد وكمد متزايد، فكيف لي بتحقيق الأطماع مع وجود هذه الأوجاع؟
تقول نساء الحي تطمع أن تري محاسن ليلي مث بداء المطامع
Sayfa 5
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وكيف ترى ليلي بعين ترى بها سواها وما طهرتها بالمدامع وتلتذ منها بالخديث وقد جرى حديث سوأها في خروق المسامع لكن تتوب إلى الله تعالى من ذلك فإن تأخير التوبة من الذنب ذنت ثاي، وقد ورد: ""سيروا إلى الله تعالى عرجا ومكاسير(الم، فلا عذر حينئذ في التأخير.
فسر زمنا وانهض كسيرا فحظك البطالة ما آخرت عزما لصحة وقد ابتدأت بحول الله تعالى وقوته بعد حمده واستعانته في ذكر ما اعتقده، وما كان عليه من صحبته وعرفته وسمعته، وعمن سمعته منه وحكيته من صحة المعتقدات وحسن الاتباع وظهور الكرامات، وما كان عليه السلف والخلف آخذا عن كتاب الله تعالى وتابعا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكانا بالله وبما جاء به سيدنا محمد ل من عند الله تعالى.
فنحن نشهد ألا إله إلا الله، وتشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
ونشهد أن الموت حق ومنكر ونكير حق، وكل ما أتى به سيدنا محمد حق والأنبياء حق، وأن الصراط والميزان حق والجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وكا ما ورد به القرآن من الحساب والعقاب والسيئات والثواب حق، وأن الله تعالى خالق كل شيء لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئا ولا حل في شيء ولا كمثله شيء ولا هو مثل شيع، وأنه على كل شيء قدير وهو السميع البصير، موت ونحيا على ذلك، وهذا كان معتقدهم لا يتكلمون في غير ذلك.
التو ولنذكر فصلا مقدما في التوبة إذ هي أول السلوك إلى الله تعالى، قال الله تعالى وثوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلخون} [النور: 31].
وأثنى على التائبين في غير ما موضع من القرآن العزيز فقال: التائبون العابدون
(1) ذكره العجلوني في كشف الخفاء (422/2) .
Sayfa 6
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد الحامذون السائخون الراكعون الساجدون الآمرون بالمغروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} [التوبة: 112]..
وذم من ترك التوبة فقال: ومن لم يتب فاؤليك هم الظالمون} [الححرات:11].
وورد في الحديث: "الإسلام يجث ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها، والحج يجث ما قبله(ال، فليبدأ بالتوبة تطهيرأ من الذنوب وتشريفا للألسنة والقلوب، وتنزيها عن الشوائب والعيوب، وتقديما لذكر المحب والمحبوب؛ إذ التوبة أول كل مقام وآخر كل مقام وشاملة لكل مقام ومشاركة في كا مقام على الاستمرار والدوام.
يستوي فيها السائر والواقف والآمن والخائف والسالك والعارف، في نفس التوبة لا في مراتب التوبة؛ إذ توبة كان واحد بحسب حاله، فإن حسنات قوم سيئاث قوع آخرين وقد تكون التوبة عن التوبة توبة، وقد يؤاخذ بعضهم باللفتة والخطرة بحسب علو مقامه، ويأتي غيره بالعظائم فلا يؤثر فيه.
وإذأ مأ شمي الأواب حال وهمة إلى الملأ الأغلى وأثبته النص فناك يخاف الغير طمسا لآنه صغيز به خحؤ وهفوته نقص ومن ذلك استغفار الآنبياء والرسل حصلوات الله تعالى عليهم وسلامه - إذ لا
يصح عندي أن يكون عن ذنب، لأن الأنبياء والرسل حصلوات الله تعالى عليهم وسلامه - حجة الله تعالى على عباده، قال الله تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [النساء: 165].
فكيف يصخ النقص في حجة الله تعالى والحجة بحسب المحتج ها والرسول على قدر مرسله، كان رسول الله يقول: "" إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله تعالى في اليوم والليلة سبعين مرةا6لم.
(1) رواه أحمد في المسند (205/4)، وذكره ابن كثير (309/2)، والقرطي (84/8) بنحوه.
(2) رواه أحمد في مسنده (211/4)
Sayfa 7
============================================================
16 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقد يكون الاستغفار أكثر من ذلك وإنما السبعون جارية في كلام العرب كثير، فمن ذلك قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80].
وهذا لا يقتضى الوقوف على السبعين؛ إذ لو استغفر هم آكثر من السبعين لم تقع المغفرة، وكذلك في قوله تعالى: *(ثم في سلسلة ذرغها سبعون ذراعا فاسلكوف [الحاقة: 32].
فلم يقتصر رسول الله ل على ذكر السبعين إلا هذا المعنى، وهو يستغفر على الدوام.
واختلف العلماء في استغفاره فمن قائل كان يرقى مقاما بعد مقام فيستغفر من الأؤل، وذلك عندهم مستحسن بخلاف غيره، ولم أجده عندي كذلك؛ إذ لم يكن استغفاره عن أمته، وكان استغفاره خصيصا بنفسه، فإن رسول الله كان في كل مقام على أكمل الأحوال بالأخذ عن ربه، فلا ينطق عن الهوى إن هو إلا وخي يوحى} [النحم:4] .
فكان في المقامات بالله تعالى لا بنفسه، وكيف يصك أن يكون مقام ناقصا إلى ما هو آعلى منه في مثل هذا الحال إذا كان مشاهدا لفيض الإهية ومحل الربوبية؟ فإن كان ارتقاء الثتب المعنوية لا يصخ فيه الصعود والهبوط وإنما ذلك بحسب الشخص، ويصكح العلو والنزول في التابع، فإن المتبوع مشرغ له ومتنزل من علو مرتبته إلى أدنى رتب التابعين، كالقاري للقرآن الحافظ له المعلم للأطفال فإنه مع حفظه للقرآن يبتدئ مع المبتدى في القراءة وينزل إلى رتبته.
وقد توضأ رسول الله مرة مرة وقال: "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا ب(1)، و"توضأ مرتين مرتين"(2) وقال فيهما ما قال من الأجر مرتين، و"اتوضأ ثلاثا تلا(3) وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي (1) رواه البخاري (2551/6).
(2) رواه البخاري (70/1) .
(3) رواه البخاري (70/1) .
Sayfa 8
============================================================
19 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فمن قال إن رسول الله حين توضأ مرة واحدة وقال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به، ثم توضأ مرتين مرتين: وقال في الثالثة: "هذا وضوئي ووضوع الأنبياء من قبلي(1لم.
فمن قال في حقه أنه كان في الثالثة: أكمل منه في الأولى:، وأن الأولى: ناقصة بالنسبة إلى الثالثة: فقد كفر؛ لأنه إنما تنزل من الثلاثة إلى الواحدة للتعليم، وقد تنؤل معلم القرآن إلى مراتب الصبيان للتعليم، فيقرأ أول سورة للقرآن وهو حافظ لجميعه فلا يكون ذلك للنقص بل للكمال، وذلك من أعلى مقامات الكمال ولم يكن فيه نقص بالنسبة إليه فإنه كان يتنزل للتعليم ويتكلم للتفهيم.
والذي أراه من ذلك أن رسول الله كان في كل زمن فردا مترقيا لقوله تعالى: (وقل رب زثني علما [طه: 114]، والحديث: "دلا بورك لي في صبيحة يوم لا أزداد فيه علملاالم.
فلما ترقي إلى مقام شهد فيه من فضل الله تعالى عليه ما يعجز البشر عن القيام بحق الله تعالى فيه وشكر لنعمه عليه لقوله تعالى: وكان فضل الله عليك عظيما [النساء: 113].
وقوله تعالى: وما قدروا الله حق قذره [الأنعام: 91].
فكان يرى نفسه مقصرا مع كماله، ومن كماله آن يرى نفسه مقصرا عن آداء ما يجب لله كل عليه في ذلك، فيستغفر الله تعالى وذلك الاستغفار في اليوم والليلة .
التوبة في حق العموم وأما التوبة في حق العموم فلا تصح إلا بالانخلاع عن جميع الذنوب، كبيرها وصغيرها جليلها وحقيرها أولها وآخرها.
وشروطها الظاهرة وهو الانخلاع عن الذنب أولأ قولا وفعلا ظاهرا وباطنا، والندم
الملازم للقلب ثانيا حتى يحرق نيران الخوف كبدهم، ويظهر ذلك على جوارحهم من البكاء والنحول والذبول والأسف واللهف وقطع علائق القلب بالمنى، وبالعزم الجازم ألله (1) رواه أحمد في المسند (98/2).
(2) رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (553/2)، والطبراي في الأوسط (367/2) .
Sayfa 9
============================================================
اى الوحيد في سلوك أهل التوحيد يعود أبدا حتى يذهل ذلك العزم عقله، ويقطع نياط قلبه الخجل مما وقع فيه واطلاع الله
تعالى عليه، ويجد لذلك ذوقا ويظهر آثر ذلك عليه، فهذه توبة العامة، وأما توبة الخاصتة فهو نوع مما ذكرناه أولا من الاستغفار المذكور.
لصه(1) التوية النص وأما التوبة النصوح فإنها أخص من ذلك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمثوا
ثوبوا إلى الله تؤبة نصوحا [التحرمم: 8.
وهي تكفر السيئات وتبدلها بالحسنات، وهي تغيب التائب عن الخواطر التي تحصل في نفس المتردد، فلا يصح مع التردد إلا حظ جواز الوقوع في الذنب في حالة التوبة، والتوبة النصوح تغيبه عن ذلك كله.
وأعرف فقيرا وحد ذلك، وذلك أنه حين وقع في الذنب كان كالغائب عما وقع فيه، فأذهله ذلك وطاش عقله وسلب لبه، وفزع إلى الله تعالى فزعة استخرجت من قلبه
الذنب وأنسته الوقوع فيه حتى رجع إلى الله تعالى بالأنس به، فإن الخوف إذا اشتد استوحش الخائف، كالقدوم على الملك مع الخوف منه.
ولذلك لما دخل الجنيد على السري رضي الله عنهما -111 فوجد عنده فكر، فقال: ما بالك يا أستاذە فقال: دخل على شاب آنفا فقال ما التوبة؟ فقلت: ألا (1) قال الشيخ اين سبعين قدس سره - التوبة: هي الرجوع لغة، وهي الندم على المعصية وتركها، والعزم على عدم الرجوع إليها شرغا، ونقول: التوبة: هي رحوع التائب عن المعصية بأمر آمر يحكمه إلى رجوعه، ويخوفه ويرغبه، ويترك ما هو عليه؛ لأجل ما هي عنه، ولأجل ما هو ترك له، ويرجع إلى ما أمر به، وهذا القسم ذكره سيدنا في: "الرضوانية، ونقول: التوبة هي غسل الإشابة الواقعة في المحل الظاهر، وتقول التوبةة هي انصراف العبد إلى ربه، ورجوعه إليه بالقوى الحسمانية والروحانية منه، ومشيه على القاتون الشرعي صحبة العلم والعمل وتقول: التوبة هي خروج العبد من اختياره وصفاته القائمة به، وأخذه اختيار الشرع وتصرفه به، وتوسط أقواله وأقعاله، وجملته بين الأمر والنهي، ونقول: التوبةة هي الخروج عن الهوية العرضية، والأخلاق السيئة، والدخول في الآنية الذاتية، والتجوهر بالأسماء الرحمانية. واتظرء رسائل ابن سبعين (170)، (2) انظر في ترجمة ومعرفة مناقب وأخبار كلا من سيدنا الجنيد وخاله سيدنا السري، كتابنأ الإمام الجنيد سيد الطائفتين طبع العلمية بيروت - وكتاب روضة الحبور لابن الأطعاني-، طبع دارة الكرز حمصر.
Sayfa 10
============================================================
21 الوحيد في سلوك أهل التوحيد تنسى ذنبك، فرة علي وقال لئ بل التوبة أن تنسى ذنبك، فقال الجنيدة الصواب ما قال الشاب(1).
فإن ذكر الجفا مع الصفا جفا، وكك واحد منهما قال الحق غير أفما متفاوتين في درجات التائبين، فإن الذي يكون في رتبة العوام إذا زايله الخوف رجعت نفسه إلى عادها وارتكبت المحارم، فإذا كان الذنب بين عينيه والخوف ملازم لقلبه وهو يشاهد ما يواعده الله عليه، هربت نفسه من الذنوب.
وليس كذلك من كان له أنس مع الله تعالى، وترقى في درجات الكمال وشهود صفات الجمال، فإته متى اشتد خوفه قطعه عن السير إلى الله تعالى ثم رد المظالم إلى أهلها من مال وعرض ويحاسب نفسه قبل الحساب ويتخلص من غرمائه قبل يوم المآب، فإن ساعة توبته هي ساعة عرضه على الله تعالى، فلا يترك ذره إلا ويتخلص منها، قال الله تعالى: وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47].
وقوله تعالى: فمن يغمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يغمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7، 8].
ولقد كان نحم الدين بن القرطبي واليا ببلاد قوص، فلما تحرد وتاب إلى الله تعالى جعل في عنقه سلبة، وقاد نفسه إلى غرمائه في البلاد والأسواق وتخلص من غرمائه وحللوه.
وبلغني أن أحد الصالحين كانت عنده إبرة فمشى إلى بلاد بعيدة حتى ردها إلى مالكهاء. فهذه وأمثالها سيان، وليس المراد استقصاء هذا الفصل في التوبة إذ الوقت يضيق بخفايا النفوس الباطنة، وما يجب على كان تائب بحسب حاله ومقامه وطوره وأفقه، وفيما ذكرناه كفاية لمن كان قصده وجه الله تعالى، الايمان بالكرامة واجب (2) وأما الإيمان بكرامات هذه الطائفة فهو لكان بالغيب وهو واحب؛ لأن الإيمان بالاسل وبما جاعوا به واحب، وقد جاءت الرسل بما وراء العقول، وقد أثنى الله تعالى (1) انظر كتابنا في الجنيد (ص8).
(2) للاستفاضة في مسألة كرامات الأولياء وما يتعلق بها، انظر كتابتاء "جمع المقال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الانتقال،
Sayfa 11
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد على المؤمنين بالغيب فقال تعالى: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 1 * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من هم وأولنك هم المفلحون} [البقرة: 5-1].
فانظر إلى هذا الوصف الذي وصفهم الله تعالى به، والحديث في الشاة التي وحدت مع الذئب فاتتزعث منه فقال الذئب: من لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها
غيري، فقالواء لا إله إلا الله، ذئب يتكلم؟ فقال رسول الله آمنت بذلك وآمن به (1)5 أبو بكر وعمر، فأخبر عنهما بالإيمان بذلك ولم يكونا حاضرين11.
ووحه الاستشهاد أن رسول الله قال آمنت بذلك، وهو آمر مغيث جرى في زمن بني إسرائيل: وحديث السيدة خديجة رضي الله عنها- زوج النبي وكوها فضتلك على غيرها بإيمانها بالغيب، وهو آن رسول الله دخل عليها فوجدها تبكي فقال: "لها ما يكياك"؟ قالت: يا رسول الله، إني افتكرت القاسم فدرت ثدياي، فبكيت كوني لم أكمل رضاعه، فلو أكملت رضاعه لكان أخف وأهون على، فقال لها رسول الله : ددإن له لمرضعات في الجنه، فقالت له: لو علمت أو تحققت لهان على أو كلمة هذا معناها- فقال رسول الله : وأتريدين أن أسمعك صوته في الجنة* قالت: لا، وآمنت (2)1 بالله ورسوله(1).
فانظر إلى هذا الإيمان الصحيح، كيف استوى عندها الغيب والشهادة بالحس بل قدمت الإيمان بالغيب على الشهادة بالحسن، لا جرم أن الله تعالى سلم عليها لقوله يا خديجة هذا جبريل يقرؤك عن ربك السلام، ويبشرك ببيت في الجنة من قصب، (1) رواه البخاري (818/3)، وأحمد (382/2)، واين حبان في الصحيح (405/14)، بنحوه.
قلت: وفيه دلالة على أن المنكرين لذلك من أهل الزيغ والضلال؛ لعدم إيمانهم بما آمن به اليهل وأبو بكر وعمر؛ لأن الإتكار مع صحة الحديث إما رد وإما تكذيت، وناهيك بها زلة في المهالك والله تعالى هو العاسم من ذلك، (2) رواه مسلم (1808/4)، وابن ماجه (484/1)،.
Sayfa 12
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لا تب فيه ولا نصب.
ولأن الشرائع تأني بما وراء العقول، والوحى يأتي بالغيبيات، وكذلك قسم الميرات وعدد ركعات الصلوات والطواف بالبيت وتقبيل الحجر الأسود وإخبار النبي بالنساء الكاسيات العاريات من ذلك الزمان، وكذلك عما وقع في طول مدة الحياة، وما بعد الممات، وما يؤول إليه الحال والاستقرار في النيران والجنان، وما نطق به القرآن العظيم من أنواع المحاسبات والجزاء على الحسنات والسيئات من النعيم واللذات أو الجحيم والعقوبات، وهذا كله غيث يجب الإيان به والدخول تحت حكمه وامتثال أمره واجتناب يه.
وللولي حصته من ميراث رسول الله على قدر تبعيته ونصيبه وقسمته من الأقوال والأفعال والتجليات والأحوال والوجدان والعرفان إذ العلماء ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا يصخ ميراث الأنبياء من الأموال فإنه قال: "تحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة( الم فلزم أن يكون الميراث فيما تقدم ذكره من أقواله وأفعاله وأحواله ومكاشفاته وتحلياته ووحدانه لقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر: 28].
فحيث وجدت الخشية أطلق هذا الاسم وإلا فلا، ولذلك استحق هذا الاسم أهل العلم بالله تعالى لوجود الخشية فيهم، وعدمها من غيرهم ممن يقصد التقدم على الأقران والارتفاع في المحالس والتكالب على الدنيا وأخذ الخطام من غير وجهه والمنازعة لغيره في المناصب الدنيوية والمخاصمة على العلو في المحالس وترويج الكلام على من يقول الحق في جواب المسألة، خشية أن يتقدم عليه، فهذا كله يزيل الخشية، بل العلم ضد ذلك كله، ألا ترى قوله تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوأ في الأرض ولا فسادا والعاقبة للميقين} [القصص: 83].
ونحن نسأل الله العظيم التوبة من ذلك، فإنا والله لا ثريد الفساد في الأرض ولا نريد الإهانة فيها فإن كان ذلك هو العلو فقد خسرنا، ونسأل الله تعالى الإقالة بمنه (1) رواه البخاري (1480/4)، ومسلم (1380/3).
Sayfa 13
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وكرمه، وفيما وصف الله تعالى المؤمنين بالغيب وأخبر عنه نبئه كفاية لمن كان له قلب الجنن والاد وقد أخبرني السيد الشريف عبد العزيز المنوفي- رحمه الله تعالى - (1) قال: كان فقير ولم يسته- خرج قاصذا إلى الشام ومعه زوجته وهي حامل ومعه حمار عليه حوائجهم
فخرج عليهم الأسد فقال لزوجه: إن تقدم أحدنا أخذه الأسد -أو افترسه أو أكله أو كلمة هذا معناها-، وإن قدمنا الحمار فهو رفيقنا وننقطع عنه، وكان قد جاء قطاع الطريق من خلفهم ولم يجدوا لهم مخلصا، وإذا بصرخة وقعت فولى الأسد هاربا، وولى قطاع الطريق هاربين، ثم توجه الفقير، ومات بعد ذلك.
وولدت زوجته ولذا ذكرا، وصار فقيرا، وبقي بعد ثلائين سنة، فسافر هو ووالدته، فلما وصلوا إلى المكان الذي كان الأسد والقطاع خرجوا على آبيه فيه، وكانت هناك شجرة بقي آصلها، فقال لوالدته: تعرفي ما اتفق لك ولوالدي هاهنا؟ فقالت: لا، فقال: تذكري فتذكرت، فقالت: كنث حاملا بك وكان معنا حمار، فخرج علينا الأسد والقطاع، وبقينا في شدة وإذا بصرحة عظيمة فولى الأسد هاربا والقطاع هاربين، فقال لهاء تعرفي من الذي صرخ؟ قالت: لا، قال لهاء والله أنا الذي صرحت في بطنك.
ومثل ذلك كثير، وإنما نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.
اهاجيب الزمان ومما حكي عن شيخ الشيوخ ابن مسكين ببغداد، كان خادمه أخذ سخادات الفقراء وخرج يوم الجمعة ليفرشها لهم، فنزل ليتطهر في الشط فطلع بمصر فمشى فوجد ت-ا رحلأ صتاغا وكان يدري صناعة الصباغة، فاستعمله فيها مدة وزوجه بابنته وقام معها سبع سنين، وولد منها أولادا ثم نزل في يوم جمعة ليغتسل في بحر النيل فطلع ببغداد.
(1) قال الصفدي: هو عبد العزيز بن عبد الغني بن أبي الأفراح سرور بن أبي الرحاء سلامة بن أبي اليمن بركات بن أبي الحمد داود ويتصل بالحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الينبعي المجيد الإسكندري المولد. أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال : مولده سنة سبع وستمائة. وانظرء الوافي في الوفيات (2687/1).
Sayfa 14
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ووحد السخادات على المكان الذي تركهم فيه، فأخذها وفرشها لهم وصلوا صلاة الجمعة فقال له الشيخ: أبطأت في هذه المرة فقال له: يا سيدي جرى لي كذا وكذا، وقص عليه القصة، فقال له الشيخ: هل كنت تفكرت في شيء أو أنكرت شيئا؟
قال: تفكرت في قوله تعالى: في يؤم كان مقداره خمسين ألف سنة) [المعارج:4 ا .
فقال له: يا ولدي، إن الله تعالى يبسط الزمان في حق قوم ويقبضه في حق قوع آخرين، وقد أراك الله تعالى ذلك، ثم أرسل الشيخ إلى مصر وأحضر أولاده إلى بغداده.
فهذا وأمثاله جائز ولا يمتنع على الله تعالى شيء من ذلك كله.
وهذه الحكاية وأمثالها وإن كانت غريبة في خرق العوائد وإدخال الواسع في الضيق، فلا يمتنع على قدرة الله تعالى وقوغها، وأمثال أمثال أمثالها إلى ما لا نحاية له.
وذلك لأن القدرة لا يمتنع عليها شيء، والشيئية والقدرة لا حجر عليهما، ويجب الإيمان بذلك كله، وله مثال ظافر: فإنك إذا أردت أن تقرأ القرآن بالحروف والأصوات حرفا حرفا، وقرأته على هذه الهيئة عرفت قدر الوقت الذي قرأت فيه، فإذا سنح لك في خاطرك كان كاللمحة 2 س الواحدة بالنسبة إلى ذلك الوقت، حتى حكي أن شخصا قرأ سبعين ألف ختية في اليوم الواحد، وحكايته مشهورة بالسند بمكة، شرفها الله تعالى، وهي عن الثقاة الصالحين، وتركث الكلام فيها لما نحن بصدده.
وكذلك إذا أردت أن تكتب الختمة -أعني القرآن جميعه - فأدق ما تقدر عليه أن تكتبها في ستة أيام أو سبعة مع السرعة، فإن نقشت الختمة في طابع وطبعت به على
ورقة واحدة أو غير ذلك من القابل فإنها ترسم في لمح البصر، فهذا وأمثاله كثيز وضرب المثال في إدخال الواسع في الضيق، وكالقدح من الخردل، إذا نشرته في الأرض يحتاج إلى أرض واسعة، فإذا جمعته احتمع في القدح.
وكذلك السنة من المنام، يرى النائم فيها من البلاد البعيدة والأقطار والرحاب الواسعة من الفيافي والقفار، حتى أنه يرى كل ما سمعته أذنه من حبل (ق) وغيره ما لا يقدر على الوصول إليه في مدة غمره، فيبصر ذلك في اللمحة الواحدق، وقد يتزوج ويتوالد في منامه، ويقيم المدد والسنين في اللمحة.
Sayfa 15
============================================================
26 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقد يرى الله تعالى وأنبياءه ورسله وملائكته، وكل ذلك في لمحة بصر من السنة في النوم وهو لا يشك في ذلك.
فافهم ذلك، وإياك والاعتراض، فقد وضح السبيل ورفع النص حكم التأويل، ألا ترى إلى قوله تعالى في قصة بلقيس لما طلب السيد سليمان الل العرش: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مشلمين * قال عفريت من 114 الجن أنا آتيك به قبل أن تفوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده
علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طوفك فلما رآه مستقرأ عنده قال هذا من فضل ري ليئلوني أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كرتم} [النمل: 40-38].
فانظرو إلى قول الأول قبل أن تقوم من مقامك"إ.
وانظر إلى قول الثاني *قبل أن يرتد إليك طرفك"ا.
هذا والمسافة واحدة إلى ما بين حالتي الشخصين وسرعة الوقت مع بعد المسافة، ومن كونه هناك ومن كونه صار هنا.
فإن قيل: إرتداد الطرف لا يقتضي سعة الأزمنة، والعرب تقول هززت الحسام ثم ابتدأت، فلم تكن (ثم) هنا تقتضي قبله، والله تعالى يقول؟
وهو يهدي السبيل} [الأحزاب:4].
وما كان جائز لله تعالى فعله ولا يمتنع عليه أن يفعله يجب الإيمان به، ومن لم يؤمن به فهو كافر: الوره الخوف التوبة، والخوف المعرفة وأما الورغ فالتوبة تستدعيه كما يستدعي تستدعيه، فالأسد لا يخافه من لا يعرفه، والحديث: ودأنا أعرفكم بالله وأشدكم منه خشية(1ل.
فمن عرف خاف، ومن خاف تاب، ومن تاب آناب، ومن آناب تؤرع، ومن تورع تزهد، ومن تزهد تؤكل، ومن تؤكل صبر، ومن صبر رضي، ومن رضي شكر، ومن (1) ذكره الحسيني في البيان والتعريف (294/1)، والعجلوني في كشف الخفاء (231/1) .
Sayfa 16
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد شكر رخا، ومن رجا أحب، ومن أحب قرب، ومن قرب استهلك، ومن استهلك فني، ومن فني لحي، ومن لحي أثبت، ومن أثبت رجع، ومن رجع من عند الله أخبر عن الله بالله: فبه يرى وبه يسمع وبه ينطق وبه يقوم ويقعد كما ورد في الحديث فيكون محلا لموارد الإرادة، وصدور الأفعال في الأمر والنهي قائما بالأمر شاهذا للإرادة ملازما للحكم ناظرا للحكمة في، أمر الإرادة وإرادة الأمر، بحسب أفقه وطؤره وقوته واستعداده وما أعطاه من نشأته وخلقه.
(اغطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50].
وما سمعته عمن أخبر أنه بجامع بغداد وقد أغلقت الأبواب وإذا بالشيخ على رأسه سلة فأرخى المصباح وأخرج كراريس يقرأ فيها وإذا بفأر قد قرب من الفتيلة قال له ارجع فرجع وعاد، وربما كرر العود فقال له الشيخ: أو بغير إذي يا فاسق وأنا مصدر
الأمور، مني تبدو وعلى تنزل، إذن فاحرق نفسك فدنا فوضع خوطومه في السراج فحرق نفسه إلى أن ذهبت نفسه.
ومنهم من كمل في نفسه وله يكمل لتكميل غيره، ومنهم من سلك على طريق نبي من الأنبياء، وعلى قلب ولي من الأولياء، ويكون ذلك حده ومقامه لا يتعداه، ومنهم الموسوي والعيسوى والسليمايي والإبراهيمي، وغير ذلك من سائر الآنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومنهم من سلك على طريق السيد آدم اليليه، وأعرف فقيرا وحد ذلك، وعلى طريق السيد يحى بن زكريا، وأعرف فقيرا سلك ذلك وخوطب باسم السيد يحيى القلة.
وقيل له: يا يخبى خذ الكتاب بقوة} [مرتم: 12].
مقام الكمال ومنهم المحمدي وهو هاية الطريق، وهي درحة الكمال ومقام الفحول من الرجال لا بعده مقام يطلب ولا محلك يوهب، ومن هذه المقامات تظهر آثار لا يدركها إلا من عرف حقيقة هذه الطريق، فمن ذلك ما يجذه بعض السالكين على طريق الأنبياء عليهم السلام عند موهم فيذكرون الأنبياء الذين سلكوا على طريقهم فيذكر بعضهم السيد عيسى الليهلة، وبعضهم يذكر السيد موسى بن عمران التليه فيزعم من
Sayfa 17
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لا علم له هذه الطريق أنه تنصر أو هود وليس كذلك وإنما هو الطريق الذي سلك عليه فأقر به عند خروج روحه وانتهاء علمه فيموت عليه ويبعث على ما مات عليه.
ت ر لكنه وإن سلك به في طريق ذلك النبي فهو من المقام المحمدي إذ الطرق كلها محمعة في طريقه والمقامات كلها في مقامه، والكلام كله في كلامه ألا تراه كيف قال؟: "أوتيت جوامع الكلم(1ل.
فانظر كيف نسخ الله تعالى بشريعته الشرائع؟ وكك الشرائع وما أتت به منزه
وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا.
(2)" وكيف كان السيد آدم التليهلا أبو البشر مظهر الأجسام ويعسوب(11 الأشباح،
وكان هو مظهر الكون ويعسوب الأرواح وكيف أتى آخر الرسل وهو المقدم في المعنى والفضل، وكيف ختم الله تعالى به الرسل؟ وأكمل به الدين ولو بقي حاجة لتكميل الدين لما ختم به، ولو بقي نؤع من الإرشاد والهداية وتيسير الطريق وإقامة الحكة لماكان خاتما.
الا ترى قوله تعالى؟: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [الأنعام: 153] .
وقوله: قل هذه سبيلي أذغو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [يوسف: 108].
وكيف قال: اليؤم اكملت لكم دينكم واتمنت عليكم نغمتي ورضيت لكم الإسلام دينأ [المائدة: 3] . ولم يرض إلا ماكان خيرا .
ولأن كل نبي كانت رسالته على قدر أمته في الهداية والتبيين، وكيف كان علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل؟، وكيف افترقوا في المذاهب وآثار الصفات؟كافتراق الأنبياء المتقدمين في الإرسال فيكون هذا يأمر أمته بأمر، وهذا يأمر أمته بأمر آخر والمرسل والخد، والجميع على الحق، والآخذون عن الله تعالى من الأولياء كلهم على الحق، وإن وقع الاختلاف بحسب نصيبهم من آثار الصفات؛ إذ طريق الرجاء غير طريق الخوف.
والكمال الاعتدال في الجمع بينهما ولنذكر من كل مقام نبذة يسيرة، وإشارة (1) رواه البخاري (187/3)، ومسلم (371/1)، وأحمد في مسنده (250/2).
(2) اليعسوب ذكر التحل، والمراد بأنها صدرت عنه كما تصدر سلالة النحل من الذكر.
Sayfa 18
============================================================
20 الوحيد في سلوك أهل التوحيد لطيفة بما قدمنا ذكره ليحد السالك السبيل إلى سلوك طريق من تقدم ممن سميثه له من فقد أزماننا، وما كانوا عليه.
لأن ذكر من تقدم من الأولياء والأكابر وصفاتهم، وذكرهم - نفع الله تعالى هم- وما سنوه وبينوه، ومواجيدهم وما كانوا عليه قد يرى السالك نفسه عاجوة عنه فيكون ذلك سببا لتأخيره عن المسير، فإذا ذكرنا له أهل زمانه لعله يجذ الحجة وإقامة الدليل على نفسه ممن هو في عصره وزمانه، ويتشبه إن لم يتصف، ويتواجد إن لم يجد ويتباكى إن لم يبى، ولا يجد لنفسه عذرا فيمن سبقه.
وكيف ورد الحديث: " واشوقاه إلى إخوانيه قيل يا رسول اللهه أليس نحن اخوانك؟ قال أنتم أصحابي، إخواني الذين يأتون بعد، أجر العامل منهم بخمسين منكم، وقيل بسبعين، فقالواء منهم؟ فقال بل منكم فإنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا(1ل، وبين العلة.
وفضل الصحابة على غيرهم محقق معلوم، وذكر المد والتصيف وأحوال الصحابة، رضى الله تعالى عنهم، وذكر صفاهم وجلالتهم وفضلهم لا يسعه هذا الكتاب، ومقصوذنا التحريض والتشويق إلى جناب الله تعالى، والحديث: ودأمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره (2لم.
وحديث المهدي آليس هو كائن وصفاته مشهورة؟ فما بالنا عن التهوض عاحزون؟ وعن السعادة متأخرون؟ ذلك هو الخشران المبين الحج آية: 11].
وتطلب مع ذلك مراتب الكمال ومنازل الأبطال وفحول الرجال، وتطمع بالمنازلات والأحوال مع سوء الأخوال، ما هذا ظني عاقل فمن رام وصلا يبذل الرووح دونه مطيعا لأن الحب مسلكه وغر وينظر أخذ الؤوح منه تصدقا عليه وإلا حظه الصد والهجر فاستيقظ يا نائم، واقعد يا راقد، وافض يا قاعد، وسر يا واقف، وسارغ يا (1) رواه مسلم (218/1)، وابن حبان (224/16)، واين خزيمة (6/1) .
(2) رواه الشهاب القضاعي في مسنده (276/2) .
Sayfa 19
============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد سائر، وسابق يا مسارع، وانظر إلى قول ربك عل: وسارغوا إلى مغفرة من رتكم وجنة عرضها السموات والأرض} [آل عمران: 133].
وقوله تعالى: والسابقون السابفون * أؤلئك المقربون) [الواقعة: 11-10] فإن لم تقدر على المسابقة فلا تتأخو عن المسارعق فإن فاتتك الفربة لم تفتك المغفرة والجنة والرحمة.
ولفظ الحديث: "تعرضوا لتفحات الله تعالى وإن لله تعالى نفحات فتعرضوا لهاالم.
ولا تنزل بمنزلة البهائم، يأكلون ولا يعقلون، وينامون ولا يعملون صة بكم عني فاغشيناهم فهم لا يبصرون} [البقرة: 18].
فيا ليت شعري ما الذي تعوضه من ذلك؟
ولقد كتبث لأحد الإخوان ورقة فيها بدأئها الأخ كل نفس فاتك من الله
تعالى فهو عليك خشران وإن عوضت به ألف جنة؛ فإن في الله تعالى عوضا عن كل شيء، وليس في شيء عوضا عن الله تعالى)) .
وفي هذا الكلام غنية عن غيره،. وقد قلت فيه شعرا: اذالم تكن تخري عليك المدامغ وأفني بها عمري فعمري ضائغ وانقطعت إلا لديك المطامغ لقد غلقت آبواب كل مؤمل وليس عليه ذون فضلك مانغ وبابك مفتوخ به كاه قاصد وقذ ضيع الؤداع كا وديعة لديهم وماخابة لديك الودائغ وها آنا مطروخ ببابك واقف إلى نظرة مني بطيفك قانغ غرقت ببحر الجود ما لي سوى الرضا لديك وأن أبقى بعزك خاضغ عرفة الله تعالى وأما معرفة الله تعالى فإنها واجثة على كل من عقل عن الله تعالى من إنسي وجن (1) رواه الطبراني في الكبير (251/1)، وابن أبي شيبة (111/7)، وأبو نعيم في الحلية (162/3) .
Sayfa 20