قال وهب: خلق حواء بيضاء نقية صافية البياض ناصعة كحلاء سوداء الأشعار وبه سميت حواء فأسكنها الله الجنة فعلم الله آدم اسم كل شيء في الجنة بكل لسان نطقت به ذريته بعده ثم قال تعالى للملائكة ﴿أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين﴾ في قولكم، ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها﴾، ﴿قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم﴾، ﴿قال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال: ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون﴾، وأمر الله تعالى الملائكة وإبليس بالسجود لآدم ﴿فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين﴾ وعتا أن يسجد لآدم وقال ﴿أتأمرني أن أسجد لمن أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ فغضب الله عليه وقال له ﴿اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون﴾ قال الله له ﴿إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم﴾ قال وهب: ولم يعطه الله سؤاله ولكن أخر، لما سبق في علمه إنه يكون محنة وابتلاء لآدم وبنيه.
قال وهب: ولم يعط الله تعالى إبليس الحياة إلى يوم القيمة ولكن إلى يوم الوقت المعلوم، وهو نذر قبلته الملائكة قال الله تعالى ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾ وقال قوم إنه باق إلى موت الخلق كلهم فيموت.
قال وهب: وإن الله أنزل صحيفة على آدم قال ﴿يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة
وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة﴾ ونهاه عن فتنة إبليس ألا يفتنه ويطغيه وإن إبليس أظهر لآدم عبادة الله رياء ثم طرقه ووسوس إليه وقال له: يا آدم أنا أحبك وأنا لك ناصح إن الله لم ينزل عليك النهاية عن هذه الشجرة إلا أن لا تكون أنت وزوجك ملكين فتكونا من الخالدين في الجنة واقسم بالله إني لكما ناصح، قالت له حواء: يا آدم هل يحلف خلق الله وهو كاذب لا يكون ذلك. فذكر آدم النهاية فأبى وإن إبليس
1 / 15