ورثنا حصونًا شتت الدهر أهلها ... أولي العز قدمًا والحلوم الرواجح
كأن خطوطها فوقها حميرية ... تهاويل وشي في متون الصفائح
قال وهب: وكان يقال لحمير العرنجج، والعرنجج: العتيق، وكانت علته التي مات منها الغم، فقال: يا بني إني لأجد ثقل الثرى وغم الضريح ولكن اجعلوا لي نفقًا في هذا الجبل، جبل عنفر، ثم أجلسوني فيه ففعل به ذلك ابنه وائل بن حمير، فحمير أول من جعل في مغارة، وإن وائلًا جعل مع حمير في تلك المغارة جميع لأمته غيره وأنفة أن لا يلبسها بعده أحد من الناس وكتب في لوح من رخام هذا الشعر وعلقه فوق رأسه:
عبر العرنجج مدة من دهره ... بعد الإقامة والأسى لمن يعبر
واراش دهر لا تطيش سهامه ... ورمى فأثبت في العلا من حمير
قبر الندى والجود عند محله ... والشخص باد فيهم لم يُقبر
ماتت لميتته المعالي جملة ... والعز أصبح ثاويًا في عنفر
ملك وائل بن حمير
قال وهب: وإن الله لما أراد في سابق علمه إنه لما ولي الملك وائل بن حمير نافسه أخوه مالك بن حمير ودافعه حينًا، فتغلب على أطراف اليمن ملوك عدة وعلى أرض بابل حسان بن حراش بن عمل بن عابر وعلى الشام ملوك أخر. فلم يزل وائل يحارب أخاه ملكًا حتى مات مالك وولي أمره بعده
1 / 65