فلما بلغ أربع مائة قال:
بدلت من ذي أربع ملكتها ... عوضًا من الأيام بالأسقام
هيهات ما حكم الخلود وقد أبى ... من أن أخلد حاكم الحكام
فلما بلغ أربع مائة سنة وخمسًا وأربعين سنة واتاه وقته وأيقن بالموت، دعا بنيه ثم قال لهم: يا بني لم تصحبوني على عهد أن لا أموت بل كنتم تنتظرونه في صباحًا وانتظره فيكم مساء فقد حل ما كنتم تنتظرون وقد أزف الوقت الذي ترقبون وأمري لك يا وائل، ثم أنشأ يقول:
يا من رأى صرف الزمان مصورًا ... يغدو على الآباء والأعمام
غدر الزمان بعهد ملكك فانقضى ... وبعبد شمس قبل ذاك وسام
راميت دهرك بالمنى وخطوبه ... بالغدر دانية إليك روامي
أزف الزمان على زمانك بغتة ... فغدوت مرتحلا بغير مرام
يبكون أن مروا عليك قلما ... يغني البكاء على صوى الأعلام
ولانت بعد حلوله مستيقظ ... من ضنك فاقرة لفضل مقام
فلما مات حمير صار أمره وملكه إلى ابنه.
وائل بن حمير
ونزل قصر غمدان، وكان يعرب أسسه وجعل يبني فيه ثم غزا البيت فأصلح ما كان حوله من القبائل وأمر بنقش الخط الحميري في قصر غمدان، وقال في نقش الخط الحميري عمرو بن معد يكرب.
1 / 64