الله ﴿جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين﴾ وأخبر أنها أعدت ولم يقل تعد لأن قوله أعدت فعل ماض وتعد فعل مستقبل وقال ﴿اتقوا النار التي أعدت للكافرين﴾ وقد أبان الله الماضي من المستقبل قال ﴿فأتى الله بنيانهم من القواعد﴾ ماض وقال ﴿يوم يأتيهم الله في ظلل من الغمام﴾ مستقبل والماضي كثير شاهده في القرآن.
ومما احتجوا أن قالوا: قال الله ﴿ادخلوا آل فرعون أشد العذاب، النار يعرضون عليها غدوًا وعشيا﴾.
ومما احتجوا أن قالوا: قال الله تعالى في حبيب النجار الشهيد ﴿قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾ فأراد قومه الذين خلف في دار الدنيا يعلمون كرامة الله له.
ومما احتجوا به أن قالوا: قال الله ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.
لا خوف ولا حزن على الذين لم يلحقوا بهم من إخوانهم المؤمنين الذين في دار الدنيا قالوا: والآثار عن النبي ﵌ كثيرة غير أنا اكتفينا بالقرآن وجعلنا القرآن الناطق المحكم.
وقالوا بالقياس السوء فقد حمل القياس الفاسد على القرآن الناطق والآثار الصادقة فحملوا القياس السوء وادعوا به علم الغيوب ويعلمون من علم الله ما لا يعلمونه وقد قال الله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات
1 / 20