Başlangıç Çağı: Arap Ulusunun Tarihi (İkinci Bölüm)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Türler
صلى الله عليه وسلم
كان يرعى هذه الأمة بقلبه وعينيه ويديه، ويحرص على حفظ حقوق أرباب الحقوق، ويضرب على يد الظالمين بالقصاص والعقوبات الشديدة والسجن والتعذيب والنفي والتعزير.
186
التوثيق
لم يعرف أن القضاة في عهد النبي كانوا يدونون المحاضر والسجلات، ولم أر أحدا أشار إلى ذلك، بل قال الإمام الرافعي في شرح الوجيز في الفقه الشافعي: كان النبي
صلى الله عليه وسلم
ومن بعده من الأئمة يحكمون ولا يكتبون المحاضر والسجلات،
187
وهذا يدل على ما قلناه. وإنما عرف أن النبي وقضاته كانوا يوثقون بعض قضاياهم من عتق وطلاق وبيوع بوثائق يكتبونها ويعطونها لصاحب العلاقة، وقد حفظ لنا التاريخ نص أقدم وثيقة شرعية أوردها السيد الكتاني وافتخر بإيرادها، واعتز بأن المغاربة هم الذين حفظوها وتوارثوها، ولم يفطن إليها أحد من المشارقة، فقد نقل في كتابه عن العمدة لأبي عبد الله التلمساني نص كتاب عتق «أسلم» مولى رسول الله، وذكر أنه وحده بخط الحكم المنتصر بالله أمير المؤمنين ابن عبد الرحمن الناصر المرواني، وهذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب من محمد رسول الله لفتاه أسلم. إني أعتقك لله عتقا مبتولا إليه، أعتقك وله المنة علي وعليك، فأنت حر لا سبيل لأحد عليك إلا سبيل الإسلام وعصمة الإيمان، شهد بذلك أبو بكر وشهد عثمان وشهد علي وكتب معاوية بن أبي سفيان» ... فهذا عقد في عتق نبوي بنصه من الذخائر المكتوبة والكنوز الثمينة، فتلقه شاكرا وللمغاربة ذاكرا؛ حيث إن كلا من الحكم المنتصر وصاحب العمدة وفرائد الدرر مغاربة، وكأنه لم يقف عليه أحد من أعلام المشرق، فلذلك لا تراه في مدوناتهم الأثرية.
188
Bilinmeyen sayfa