ووادي عليات: يأتي فيران من جبل سربال، ويصب فيه عن يساره في أسفل حديقة النخيل على نحو ثلاثة أميال ونصف ميل من البويب، وعند مصبه على جنبه الأيمن «تل المحرد»، وهو تل صخري أثري، علوه نحو مائة قدم وسيأتي ذكره، وعن يساره بستان لرهبان دير سيناء، بنوا فيه منزلا صغيرا يسكنه واحد منهم، وفي البستان بعض أشجار الفاكهة، ويزرع فيه بعض الحبوب والخضر، وفي هذا الوادي الطريق إلى قمة سربال، وهي طريق وعرة شاقة، مسيرة ست ساعات صعودا وأربع ساعات نزولا، وعلى الطريق في الوادي وفي سفح سربال صخور نبطية قديمة، وهي أقدم آثار فيران.
ووادي الرمانة: يصب في فيران عن يمينه على نحو 13 ميلا من مصب عليات، ومن فروع الرمانة وادي «إقنة الشرائع»، وعليه قبة تزار «للشيخ أبو غانم»، وعند القبة عد ينسب إلى الشيخ المذكور عليه نحو عشرين نخلة، ومن فروع إقنة الشرائع «وادي اللبوة».
ووادي نسرين: يصب في فيران عن يمينه على نحو ثلاثة أميال من مصب الرمانة، ونحو 20 ميلا من البويب، وعند مصبه خرائب قرية قديمة العهد، ومن هنا يعرج المسافر من فيران شمالا بغرب إلى الوادي المكتب بطريق السويس المعتادة، ويبقى الوادي منحدرا إلى البحر مسيرة 12 ميلا أو أكثر.
واحة فيران
أما «واحة فيران» فهي واحدة عظيمة، تمتد من البويب فنازلا في الوادي نحو خمسة أميال، وفي أعلى الواحة «غابة الطرفاء»، وهي غابة عظيمة تمتد من البويب إلى مكان يدعى «علو فيران» مسافة ميلين أو نحوهما. «منقذة النعجة» وفي وسط الغابة على نحو ميل من البويب على طريق المارة، صخرة عظيمة منفصلة عن أصل الجبل في جنب الوادي الأيمن، عندها رجم من الحجارة تدعى «منقذة النعجة»، قيل سميت كذلك؛ لأن نعجة لعرب مزينة طاردها ذئب، فلجأت إلى رأس هذه الصخرة ونجت من الذئب، فصار عرب مزينة كلما مر أحدهم بهذه الصخرة رماها بحجر إلى اليوم.
حديقة فيران
ويلي غابة الطرفاء حديقة غضة من النخيل يتخللها بعض أشجار السدر، تمتد من علو فيران إلى مصب وادي عليات نحو ميل ونصف ميل، ويضيق الوادي عند الحديقة، حتى إنه لا يزيد عرضه في بعض المواضع عن عشرين مترا، ويزدحم النخيل فيه حتى يكاد يخنقه ولا يترك فيه إلا طريقا ضيقا للمارة.
النخيلة والحسوة
وعلى نحو نصف ميل من مصب عليات منحدرا مع الوادي حديقة صغيرة من النخيل تدعى «النخيلة»، وعلى نصف ميل آخر حديقة أخرى من النخيل تدعى «الحسوة»، وهي منتهى واحة فيران، فيكون طولها من البويب إلى الحسوة أربعة أميال ونصف ميل أو يزيد، وربما بلغ عدد نخيلها 16000 أو أكثر.
ولكل قبيلة من قبائل الطورة الست قسم مسور في الحديقة، وقد بنوا فيها أكواخا ومضايف من الطين والحجر الغشيم وسعف النخل، حتى إذا ما جاء موسم البلح في الصيف اجتمعوا في الحديقة وقضوا الموسم، ولكنهم يتركون إبلهم وأغنامهم في الخارج، فلا يئوونها الحديقة؛ لضيقها وقلة مراعيها وكثرة بعوضها، وعند جني التمر يجعلوه في قرب من جلد المعزى بعد دهنها بالزيت أو بالسمن، فتحفظ التمر صالحا للأكل مدة طويلة، وبعد الموسم يتفرقون إلى أماكنهم في الجزيرة فلا يبقى في الحديقة إلا جماعة من سكان البلاد الأصليين يدعون «التبنه»، يلقحون نخيلها، ويزرعون بعض بقاعها حبوبا وتبغا، وهم ينسجون حصرا من سعف النخل لا بأس بها، وسنعود إلى ذكرهم، وأكثر القبائل تملكا في الجزيرة القرارشة ، ثم مزينة، ثم العوارمة، ثم أولاد سعيد، ثم العليقات، ثم الجبالية.
Bilinmeyen sayfa