وفي رأس وادي غربا عين تنسب إليه، وعلى جنبه الأيسر في سفح نقب الهاوية الغربي، على نحو نصف ساعة من عين غربا مقام شيخ يزار من الجبالية يدعى «الشيخ عواد»، توفي منذ 22 سنة وكان من الصلاح.
وفي وادي صلاف بالقرب من ملتقى رأسيه «قبر الشيخ رزة» في جبانة أولاد سعيد، قالوا: إذا فقد لأحدهم حمار أتى هذا القبر، وقال «يا شيخ رزة أنا داخل عليك تحمي حماري من الضياع»، ثم يشرب القهوة ويقرأ الفاتحة وينصرف.
ومن فروع صلاف: «وادي الدهيسة» ينشأ من منقلب جبل العرفان الشرقي، ويصب فيه على نحو ستة أميال من ملتقى رأسيه، وعلى تلة في جنب هذا الوادي مقام للنبي طالب، وهو من أوليائهم الكبار، يذبح له جمل، ويخصه بالتكريم أولاد سعيد.
وفي وادي صلاف بالقرب من مصب الدهيسة عند مروره بنقب حبران نواويس للسكان الأصليين، وفي نقب حبران أيضا نواويس قديمة سيأتي ذكرها.
وادي فيران:
أو فاران، وهو أشهر أودية الجزيرة كلها قديما وحديثا، وأغزرها ماء ونخيلا، حتى لقد سمي «واحة الجزيرة»، والذي عليه أكثر المحققين أنه «رفيديم» التوراة، وقد قدمنا أن هذا الوادي ووادي الشيخ واد واحد، القسم الأعلى منه وادي الشيخ والأسفل وادي فيران، وبديهي أن القسم الأعلى لم يسم بوادي الشيخ إلا بعد دفن الشيخ صالح عليه، وواضح أن ذلك كان بعد الخروج، فلا يبعد إذن أن يكون «رفيديم» التوراة اسم الوادي كله من رأسه إلى مصبه، ولنا في هذا البيان غرض سنذكره فيما بعد، أما وادي فيران فيبدأ من بويب فيران كما قدمنا.
شكل 4-7: بويب فيران.
وأما «بويب فيران» فهو مضيق بين جبلين قائمين على جانبي الوادي، كمصراعي باب مفتوح، ومن ذلك اسمه ، والمضيق لا يزيد اتساعه عن عشرين قدما، ويعلو نحو 2450 قدما عن سطح البحر، وقد أكد لي مشايخ الجزيرة أن أجدادهم أقاموا فيه سدا لخزن الماء، فهدمه السيل، فلم يجددوا بناءه، وعلى جانب المضيق الأيمن كتابة بالنبطية، ولوادي فيران عدة فروع أهمها:
وادي الأخضر: يأتيه من جبل الظلل جنوبي نقب المريخي، ويصب فيه عن يمينه على نحو ربع كيلومتر من البويب، وفي رأس هذا الوادي عين حلوة تنسب إليه، وعندها بستان نخيل ورمان، وهي واقعة في طريق النبك المشار إليه آنفا.
ومن فروع الأخضر «وادي رتامة»، وفيه عد، وعلى نحو نصف ساعة من العد منحدرا مع الوادي مقام يزار «للشيخ أبو نجيمة» من أجداد أولاد سعيد.
Bilinmeyen sayfa