============================================================
التاريخ الصالحي والذي يلفت أن "ابن واصل" يحشد جملة من الأخبار والأشعار الشائنة المنسوية الى الخليفة الأموي "الوليد بن يزيده وما يؤكد خلاعته وفسقه ومجونه، وتلفظه بالخفر في بيتين من الشعر، حكى "المبرده عنه أنه قالهما، مما دفع "ابن واصل" ليقول: العنه الله إن كان قالها"11) . ومع ذلك يعود "ابن واصل4 ليؤكد أنه "لما قتل الوليد اضطربت البلاد وكثرت الخوارج، وضغف ملك بني أمئة، واستضرى عليهم أعداؤهم. وكان قثلهم الوليذ من أقوى أسباب زوال ملكهم، ولكل شيء سبب9(1).
وهذه مقولة لافتة لم يسبقه إليها أحد من المؤرخين أو أحد من المحللين ويتوقف "ابن واصل" مرة اخرى آمام جملة حوادث وقعت في سنة 245ه.
منها زلزلة هدمت الحصون والمنازل والقناطر ببلاد المغرب، وزلزلة عسكر المهدي بعداد، والداين، وبالس، والوقة، وحران، ورأس المين، وحمص، ودمشق، والرها، وطرسوس، والعضيصة، وأدثة، وسواحل الشام، ورجفت اللاذقية فما بقي فيها منزل، ولا أفلت من أهلها إلا اليسير، وذهيت جبلة بأهلها، وغارت عين مشاش بمكة، وكانت بأنطاكية رجفة قتلت خلقا، وسقط منها ألف وخم ماية دار، وسقط من سورها نيف وتسعون برجا، وسمموا أصواتا هائلة لا يحسنون وضفها من كوى المنازل، وهرب أهلها إلى الصحارى، وتقطم جبلها الأقرع، وسقط في البحر، فهاج البحر من ذلك اليوم، وارتفع منه دخان أسود مظلم ننتن، وغار منها نهر على فريخ لا يدرى أين ذهب.. فقال "ابن واصل8 . "ذكر هذا كله الطبري، والعهدة عليه"(3).
فكانه يتحفظ وينكك بصحة هذه الرواية وبسا أن المؤلف انتهج الطريقة التقليدية في عرض الوقائع التاريخية بنظام التأريخ الخولي سنة بعد آخرى، فإنه عندما تحدث عن ابتداء ظهور الديلم اعتبارا من سنة 315. اباح لتفه أن يتتبع أخبارهم بشكل متواصل حتى سنة 322ه. دون انقطاع، مبررا ذلك بقوله: "واعلم أن جميع الحوادث وقع آكثرها بعد هذه السنة، اأي سنة 315ه] وإنما ذكرناها لأجل سياقة الحديث لثلا ينقطع"(2).
ووعد آن يمود إلى ذكر بقئة أخبار ملوكهم، ووفى بذلك بعد قليل وأكمل ذكرهم عند "ذكر ابتداء دولة بني بويهه(5). وقد فعل مثل ذلك مرة اخرى في حوادث ة 81اهن عندها تناول خبر الحرب عند حلب بين جيش مصر والروم حتى وفاة (1) التاريخ الصالحي ا/ ورفة 178 (2) التاريخ الصالحي 1/ ورقة 78اب.
(3) التاريخ الصالحي ا/ ورفة 1107.
(4) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 127ب، 1128.
(5) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 131ب- 142
Sayfa 51