============================================================
الثاريخ الصالمي تعليقات "ابن واصل" على الأخبار وروايات المؤرخين لم يكن "ابن واصل0 مجرد تاقل من المصادر القديمة، ولا مختصر للوقائع والتصوص، بل هو مؤرخ ناقد ومعلق، ومناقش بارع، يصوغ الخبر بعبارات رشيقة، ويعرضه بدقة وأمانة، ويقوم بالتعليق والقد عند الحاجة كلما استدعى الأمر واقتضاه.
وأول تعليقاته كانت على رواية مصارعة ملك الفرس "يهرام جور بن يزدجرد الأئيم" لأسدين ضاريين حيث مشى نحوهما فبدره أحذهما، فوتب بهرام على ظهره وعصر جته بفخذيه عصرا أثخه، وجعل يضرب رأسه بخرز كان بيده، ثم شد الأسد الآخر عليه فقبض على أذنيه يكلتي يديه، ولم يزل يضرب رأسه برأس الأسد الذي كان راكبه حتى ذمغهما ثم قتلهما بالجزز..
علق "ابن واصل": "قلت: قد أجمع المؤرخون على نقل ما ذكرثه، والعهدة عليهم، فإن ذلك عندي في غاية البعده. ثم استدرك بقوله: "لكن ليس بمستحيل أن يمنح الله تعالى آحدا من خلقه أضعاف هذه القوة، فإن الله على كل شيء قدير"(1).
وحول ما زوي عن مقتل نيفب وستين ألفأ في ليلة الهرير بوقعة صفين سنة 37ه. منهم خمسة وأربمون الفا من أهل الشام، وخمة وعشرون آلفا من أهل العراق، قال: "هكذا رأيت في بعض التواريخ، والذي أعرفه أن هذا العدد هو عدة من قتل بصفين في أيامه كلها"(2) .
وعندما ذكر في حوادث سنة 76اه عزم "شبيب الخارجي، على لقاء أهل الكوفة، فخرج إليه الحاج التقفي في خمسين آلفأ، ومع شبيب ألف، فهزمهم شبيب وحوى جميع أثقالهم. قال "ابن واصل": "مكذا نقله المؤرخون، والعهدة عليهم"(2)، فهو بهذا يرى آن في الأمر مبالغة، وهي وجهة نظر تحتمل المناقشة.
وحول المكان الذي ذفن فيه الخليفة "عر بن عبدالعزيز" عند وفاته سنة وهو دير عان من آرض حمص، كما جاء في المصادر، علق "ابن واصل" بقوله: "المشهور مكذا4، وهو لم يقف عند هذا بل قام بزيارة المكان بنفسه ليتحقق من ذلك عمليا، ومع ذلك لم يستطع أن يجزم في الأمر حيث يقول: "وجدت في زمتتا هذا أن قبره بدرب الثقيرة من عمل معرة الثعمان، وقد زرته غير مرق، ولست أدري هل دير الثقيرة هذا هو دير سمعان المذكور أم لا، والأقرب أن ظني أنه هو) فإن المعرة ونواحيها كانت تنسب في قديم الزمان إلى حمص"(4) .
(1) التاريغ الصالحي 1/ ورقة 30ب (3) التاريخ الصالحي 1/ ورقة 70 (2) التاريخ الصالحي 1/ ورقة 158.
(4) التاريخ الصالحي 1/ ورقة 175.
Sayfa 50