============================================================
ذكر عاد المسلمين يعظهم ويدعوهم: الريح لله، وما في الريح ورمها أحق بالتسبيح فتسبيحة عاد تستريح واقبلي مقالة النصيح قد أتاك الريح بالقبوح أن تنبىء لا إلله الريح، قال وصبحتهم الريح يوم الثالث وهو العروبة وقاموا إلى فم الشعب متيقنين بالشر والخلجان أمامهم يرتجز فعصفتهم طويلا وصرعت بعضهم وفي من صرعت جندلة بن الخلجان ولما كان اليوم الرابع وهو شبار جاءتهم الريح فقاموا جميغا مع الخلجان يرتجزون فيقولون أيتها الريح أرينا معاني أبيات أخر فصبحتهم بأشد مما كان قبل ذلك وأبصروا يومئذ إبلا تخرج من أفواهها النار وصرعت الريح رجالا وانصرفت عشاء وقد بقي الخلجان في خمسة نفر من العشرة، واجتمع الرجال والنساء والولدان يبكون على موتاهم وغدوا يوم الخامس وهو الأول يوم الأحد وكانوا يهابون الموت فجاءهم هود ودعاهم إلى الله تعالى وعرض عليهم التوبة وذلك قبل طلوع الشمس فلم يجيبوا وانصرف عنهم وأتتهم الريح فعصفتهم طويلا وصرعت من صرعت وانصرفت عشاء فلم ينطقوا يومئذ بشيء في باب الريح وغدوا يوم آهون وهو يوم الاثنين وقاموا على فم الشعب وجاءتهم الريح فعصفتهم وصرعت من صرعت وانصرفت عشاة، وغدوا يوم الشابع وهو جبار إلى فم الشعب وأتاهم الريح فعصفتهم وصرعت بعضهم ولم ينطقوا شعرا يومنذ ولم يبق ممن يكون على فم الشعب إلا الخلجان وحده، فلما كان اليوم الثامن وهو أربعاء الثاني من أيام الريح ويقال كان آخر آربعاء من الشهر فأتاهم هود ووعظهم وقال يا خلجان ما بقي من أصحابك غيرك وقد رأيت ما صنع الله بمن أطاعك فتب إلى الله تعالى يقبلها منك ويدفع عن بقية قومك قال: فكيف أصنع ممن ترى صرعى، قال إن الله تعالى يعقبك بكل رجل منهم مائة رجل ممن بقي قال الخلجان: لا وأبيك يا هود لا يجدي ريك أصعق أصحابي ثم قال يا هود أخبرني عن الإبل التي تأتينا في الريح، قال: تلك الملائكة التي توكلها الله بما شاء من أمره، قال الخلجان: تلك التي تفعل بنا الأفاعيل، ثم قال: وهل يقيدنا ربك إن تابعناك؟ قال هو: وكيف يقيد الله لأهل معصيته من ملائكته وأهل طاعته لا ولكن يمد من بقي منكم بكل رجل هلك مائة رجل فأبى الخلجان وانصرف هود وأقبلت الريح والخلجان وحده على فم الشعب أخذ بجانبي الجبل ويرى أنه كان من قومه أن قبض الصخر حتى غييت أصابعه فيه كما يغيب العجين وهو يرتجز ويقول شعر: لم يبق إلا الخلجان نفسه لا خير في فزع أصيب اسه يا لك من يوم دهاني آمسه لو لم يجيني ميته أحسه قال: وجاءته الريح فألقته على وجهه فقتلته، ويروى أن الريح رفعته فلم يخل عن الصخرة الشى كان قد قبض عليها فاقتلعته الريح معها وجعلت تضربه بها حتى قتلته
Sayfa 55