============================================================
ذكر عاد والذا يترك ولا ولذا إلا جعلته همذا إلا بني كوذية المهذا، وبنو الكوذية لقيم بن هزال من هزيلة بنت بكر فانهم كانوا مع آخوالهم ولم يكونوا بأرض عاد معهم ويقال لهؤلاء عاد الآخرة قال وساق الله السحابة السوداء التي اختارها قيل بما فيها من النقمة لعاد حتى خرجت عليهم من واد يقال له المغيث فلما رأت عاد هذا استبشرت و{ قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجليم بيه ريح فيها عداك أليم تدتر كل شىم بأمر رتها (الأحقاف: الآيتان 24، 25] فيقال إن أول من رأى ما فيها وعرف أنها ريح امرأة من عاد يقال لها مهدد ويقال: إنها التي يسب إليها آيام العجوز فلما تبينت ما فيها صاحت وصعقت فلما أفاقت قيل لها ما رأيت يا مهدد؟ قالت: رأيت فيها مثل شهب النار أمامها رجال يقودونها فسخرها عليهم سبع لبال وتمنية أيام حسوما [الحاقة: الآية 7] أي تتابعا وفي رواية وهب قال إن الله تعالى قد وكل بالريح التي تحت الأرض سبعين ألف ملك ولما أراد الله هلاك عاد أوحى إلى خزنة الريح أن افتحوا منها بابا على قوم عاد فإنهم كذبوا الرسل ولم يؤمنوا بي، قالوا: يا ربنا أن نفتح على قدر منخر ثور إذا تكفأ الأرض ومن عليها، فصعق حتى جعل بمثل ثقب الخاتم وذلك ما قال الله تعالى: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا (القمر: الآية 19] أي باردا، ولما أرسلت الريح أمر الله هودا أن يعتزل بمن معه من المسلمين فاعتزل في حظيرة حظرها على نفسه وعليهم، ويقال بل خرج بمن معه فخرجت عاذ بخروجه بأولادهم وأهاليهم فلما رآهم لا يرجعون نزل ناحية منهم وخط على المسلمين خطا فقال لهم لا يخرجن منه أحد فيهلك فلما فعل هود ذلك نزلت عاد ناحية الأخرى وجمعت كل مالهم ثم قام الرجل دارة حول أهاليهم آخذ بعضهم بيد بعض وعاقدا بعض ذيله بعض وقالوا قل لريح هود آن تصنع ما هي صانعة ويقال إنهم نزلوا في شعب من الشعاب بين الجبلين واصطفوا حول آهاليهم ثم قام تسعة تفر ويقال سبعة نفر ويقال عشرة نفر وهم من أقوى عاد وأطولهم أجساما فاصطفوا على باب الشعب ليردوا الريح عن عيالهم وأموالهم، ورأس القوم خلجان بن الوهم وهو أجسمهم وأقواهم، وعمر بن يحيول، والحارث بن شداد، واللهقام قال فتعاقدوا على آن لا يرجعوا حتى يرتوا الريح أو تهلكم وهبت الريح يوم الأربعاء وكانوا يسمون الأيام بغير ما يسمون يوم الأحد الأول، والاثنين أهون والثلاثاء جبار، والأربعاء دبار، والخميس مونس، والجمعة عروبة، والسبت شبار فلما هبت الريح بكرة يوم دبار وهو الأربعاء قام الخلجان يرجز باراجيز في حديث الريح فعصفتهم الريح يومهم وأهلكت من أهلكت ورجعت عند المساء، ثم لما كان اليوم الثاني وهو مونس صبحتهم الريح فقام الخلجان ومن معه إلى فم الشعب وهو يرجز الريح فعصفتهم الريح وصرعت بعضهم وانصرفت عشاة وسمع هود بحالهم، فأتاهم غداة العروبة وهي الجمعة ودعاهم ووعظهم فلم يقبلوا وقال رجل من
Sayfa 54