============================================================
~~في ذكر حديث عاد وشأنهم( قال محمد بن إسحلق وسائر أصحاب الأخبار وأهل التفسير إن عاذا قوم عرب يتكلمون بلسان العربي وكان الله تعالى قد أعطاهم بسطة في الخلق قال الله تعالى: وزاده بسطة (2) (البقرة: الآية 247] فكان الرجل منهم يبلغ طوله مائة ذراع وأقصر من يكون منهم ستين ذراعا وكانت منازلهم بالأحقاف(3) وهي الرمال فيما بين حضرموت(4) واليمن كله إلى عمان(5) وكانوا قد فشوا في الأرض وقهروا الناس بفضل قوتهم حتى قالوا: من أشد منا قوة؟ وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها فمنها صنم يقال له صمود والآخر يقال له صد والآخر يقال له الهناة وغير ذلك، فبعث الله إليهم هوذا(1) النبي عليه السلام وهو هود بن عبد الله بن رماح بن جاوث بن عاد بن عوص بن آدم وكان هود رجلا، آدم كثير الشعر حسن الوجه ولم يكن أحد من الأنبياء أشبه بآدم منه فأمرهم بتوحيد الله وعبادته ونهاهم عن ظلم الناس قال: ولم يأمرهم على لسانه إلا بهذا فدعاهم إلى الله تعالى فكذبوه حتى جادلوه، كما ذكره الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وسورة هود وغيرهما من القرآن ولم نكتب ذلك فإن نص القرآن ناطق به، (1) ذكر التفاصيل في ابن كثير، البداية والنهاية 189/1.
(2) في الأصل (زادكم بسطة) والصواب وزاده بسطة).
(3) الأحقاف: جمع حقف من الرمل، والعرب تسمي الرمل المعوج حقافا، واحقاقا، واد بين غمان وأرض قهرة، وهي رمال مشرفة على البحر من أرض اليمن، ياقوت الحموي، معجم البلدان 1/ (4) حضرموت: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء والميم، ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، ولها مديتتان يقال لإحداهما تريم وللأخرى شبام. المصدر السابق 269/2.
(5) عمان: بالفتح ثم التشديد، وآخره نون بلد في طرف الشام كان قصبة أرض البلقاء، المصدر السابق (6) هود: نبي الله (عليه السلام) ورد ذكره في سورة هود آيات: 5، 58، 60، 89، والشعراء، آية: 124، الأعراف، آية: 15، محمد إسماعيل إبراهيم - معجم الألفاظ والأعلام القرآنية ص 558. ومن آراد زيادة في التفاصيل ينظر ابن كثير - البداية والنهاية 188/1.
Sayfa 51