============================================================
ذكر عاد وكذلك نفعل في سائر القصص لأن ما ذكر الله تعالى في نص القرآن فقد بيناه في معاني التنزيل واتبعه شرذمة قليلون كتموا إيمانهم عن قومهم ولم يصدقه من أشرافهم إلا رجل واحد يقال مرئد بن سعد بن عفير، ويقال مرثد ثالثا إلا أنه يكتم إيمانه فلما عتوا على الله وكذبوا نبيه وتجبروا كما ذكر الله تعالى فقال: أتبنون يكل ريع ماية تقبثون وتتخدون مصانع لعلكم تخلدون [الشعراء: الآيتان 128، 129] وذلك أنهم كانهم يتخذون عمذا وأساطين من حجائر طوالا على قدر قامتهم وينصبونها في الأرض ثم يبنون عليها قصورا يجلسون فيها وإذا غضبوا على خدمهم أو من يكون من غيرهم طرحوه من تلك القصور فيهلك فذلك قوله تعالى: وإذا بطشثر بطشتر جبارين [الشعراء: الآية 130] فلما فعلوا ذلك وقالوا: وما تخن بتاركى ،الهثنا عن قولك وما تحن ك مؤي (هود: الآية 53] ثم دعا عليهم هود فأمسك الله عنهم المطر سبع سنين، وقحطوا قحطا شديذا، وإن الناس في ذلك الزمان وإن كانوا على الشرك إذا نزل بهم أمر شديد توجهوا إلى حرم الله ومكان البيت وكان ذلك الموضع معروفا وكاتت ربوة حمراء وكان سكان مكة يومئذ العماليق من أولاد عملاق ويقال عمليق بن لاود بن سام بن نوح وكان سيدهم يوميذ بمكة معاوية بن بكر وكان أبوه بكرا حيا لكنه كان قد كبر وكانت آم معاوية بن بكر كلهدة بنت الخيبري رجل من عاد، فلما قحطوا وجهدوا جهزوا وفذا منهم إلى مكة يستسقون لهم فبعثوا قيل بن عتر وهو أرأس الوفد ولقيم بن هزال ومريد بن سعد ولم يعلموا آنه مؤمن وجلهمة بن الخيبري خال معاوية بن بكر، ولقمان بن العاد الأكبر فانطلق كل رجل من هؤلاء برهط من قومه حتى بلغ عددهم سبعين رجلا فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وكان ابن آختهم وكان معاوية ينزل خارج الحرم فأنزلهم وأكرمهم لأنهم أخواله وأصهاره، وكانت أخت معاوية بن بكر وهي هزيلة بتت بكر عند لقيم بن هزال فكان القوم نازلين على معاوية بن بكر شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان، قينتان لمعاوية بن بكر فلما رآى معاوية طول مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون بهم من البلاء شق ذلك عليه وقال هلك آخوالي وأصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي نازلون علي والله ما أدري كيف أصنع أستحي آن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا به فيظنون أنه ضاق صدري بمقامهم عندي فشكا ذلك إلى الجرادتين فقالتا له: قل شعرا تعنهم به لا يدرون من قاله لعل ذلك يحركهم فقال معاوية بن بكر هؤلاء الأبيات شعر(1): الا يا قيل ويحك قم فيهم لعل الله يقينا غماما (1) انظر هذه الأبيات في الطبري، تأريخ الرسل والملوك 332/1.
Sayfa 52