في حرف اللام، فنقل منه كثيرا من أغلاطه. ثم إن معرفته بأصول الكلمات الأجنبية تقوم على الخلط والغلط، فهو يخلط الفارسية بالتركية بل حتى بالفرنسية، فهو يرى أن كلمة أباجور التي شاع استعمالها في اللغة السورية فارسية الأصل.
ثم صدرت بعد ذلك معاجم كبيرة ومعاجم صغيرة للغة الحدية مثل معجم باجني، وبوشر، وهمبرت، وهلو، ورولاند دي بسي، ودومبى، وشربونو، وغيرها. وهي كلها مفيدة لمعرفة لغة القرون الوسطى، غير أن استخدامها أمر عسير لأنها عادة مرتبة حسب الأبجدية الفرنسية ولذلك لابد من قلبها إذا صح هذا التعبير وترتيبها حسب الأبجدية العربية. وأكبر هذه المعاجم هو المعجم الفرنسي - العربي لمؤلفه اليوسي بوشر المصري، وقد صححه وزاد فيه كوسان دي برسيفال، وقد طلب كاترمير من السيد جوويل أن يصنع له فهرسا فصنعه سنة ١٨٥٢، رتب فيه الكلمات العربية حسب الحروف الهجائية يليها أرقام الصفحات التي توجد فيها. وهذا المعجم الكبير موجود الآن في مكتبة ميونيخ، وقد استعرته منها ونسخت ما فيه أنا والسيد دي غويه، وقد تطلب منا هذا فترة طويلة من الزمن وجلدا على العمل ويقظة مستمرة نظرا إلى عدد الكلمات الكثيرة التي يحتويها. ثم خصصت عدة أصياف قضيتها في الريف لتحقيق نصوصه، وتقييد الألفاظ والمعاني التي لم يذكرها فريتاج في معجمه. وهكذا تهيأت لي مادة هذا المعجم قبل أن أبدأ بكتابته وتحريره، ففي مثل هذا العمل الطويل الذي قد تفتر فيه الهمة كان من الممكن أن يكون جوويل قد أغفل كلمة أو أخطأ في النقل. (وقد وقعت على بعض ذلك فصححتها في نسختي. وهي لذلك أصح من نسخة الأصل). غير أني أستطيع القول إنه أحسن العمل وأتقنه وأنا شاكر له صنيعه، فلولاه لما استطعت الاستفادة من هذا المعجم إلا في حالات قليلة، تشبه استفادتي من معجم برجرن ومعجم مارسيل وغيرهما، وذلك لقلة صبري.
وإن آسف فآسف لأني لم أستطع الاستفادة من معجم آخر من هذا النوع، وهو المعجم العملي العربي - الفرنسي الذي صنفه «بوسيير» رئيس التراجمة في الجيش الجزائري، وقد أصدره في الجزائر سنة ١٨٧١، وهو معجم سهل التناول، إذ تتقدم فيه الكلمة العربية على الكلمة الفرنسية، وهو من المصنفات الجليلة التي لم تحرز من الشهرة ما تستحقه، فلم أعلم بوجوده في الوقت المناسب، فقد كنت قد أكملت تصنيف معجمي، وتقدم طبعه حين أخبرني السيد سيمونه بوجوده. وأعتقد إنه لم يعرف بوجوده إلا صدفة، وإنه لم يره أيضا. ولذلك فقد تأخر الوقت لكي ادخل في معجمي «التكملة» هذا ما يحتوي عليه ذلك المعجم من مفيد وجديد، وهو أفضل المعاجم العربية - الفرنسية الحديثة، غير أني رجعت إليه مرات كثيرة، وقارنت ما فيه بما في نسخة معجمي هذا قبل أن أدفعها إلى المطبعة، وقد اقتبست منه كثيرا.
وربما كان خوفي من أن يظهر معجمي هذا بمظهر معجم للغة العربية الحديثة هو الذي منعن
1 / 23