[25] فالجواب انهم ليس يريدون ان هذه الصفات هى للنفس زائدة على الذات بل يرون انها صفات ذاتية ومن شأن الصفات الذاتية الا يتكثر بها الموضوع الحامل لها بالفعل بل انما يتكثر بالجهة التى يتكثر المحدود باجزاء الحدود وذلك انها هى كثرة ذهنية عندهم لا كثرة بالفعل خارج النفس . ومثال ذلك ان حد الانسان حيوان ناطق وليس النطق والحياة كل واحد منهما متميزا عن صاحبه فيه خارج النفس بالفعل واللون والشكل فيه خارج النفس ولذلك يلزم من يسلم ان النفس ليس من شروط وجودها المادة ان يسلم انه يوجد فى الموجودات المفارقة ما هو واحد بالفعل خارج النفس كثير بالحد .
[26] وهذا هو مذهب النصارى فى الاقاليم الثلاث وذلك انهم ليس يرون انها صفات زائدة على الذات وانما هى عندهم متكثرة بالحد وهى كثيرة بالقوة لا بالفعل ولذلك يقولون انه ثلاثة واحد اى واحد بالفعل ثلاثة بالقوة
[27] . وسنعدد الشناعات والمحالات التى تلحق من يضع ان المبدأ الاول ذو صفات زائدة على ذاته
[28] واما الكثرة الرابعة وهى الكثرة التى تكون للشىء من قبل جنسه وفصله فهى قريبة من الكثرة التى تكون للشىء من اجل مادته وصورته وذلك ان الحدود انما توجد للمركبات من المادة والصورة لا للبسائط فلا ينبغى ان يختلف فى انتفاء الكثرة الحدية عن المبدأ الاول سبحانه
Sayfa 301