[23] واما البيان الثالث وهو نفى كثرة الصفات عن واجب الوجود لان هذه الصفات ان كانت واجبة الوجود والذات واجبة الوجود كان واجب الوجود اكثر من موجود واحد وان كانت معلولة عن الذات لزم الا تكون واجبة الوجود فيكون من صفات واجب الوجود ما ليس واجب الوجود او يكون هذا الاسم يشتمل على ما هو واجب الوجود وغير واجب الوجود وذلك ممتنع ومستحيل فانه بيان قريب من ان يكون حقا اذا سلم ان واجب الوجود يدل ولا بد على موجود فى غير مادة فان الموجودات التى ليست فى مادة وهى القائمة بذاتها من غير ان تكون اجساما ليس يمكن ان يتصور فيها صفات ذاتية تتقوم بها الذات فضلا عن ان يتصور فيها صفات زائدة على الذات وهى الصفات التى تسمى اعراضا لانها اذا توهمت مرتفعة لم ترتفع الذات بخلاف الصفات الذاتية ولذلك يصدق حمل الصفات الذاتية على الموصوف على انها هى هى ولا يصدق حمل الصفات الغير ذاتية عليه الا باشتقاق الاسم فلا نقول فى الانسان انه علم كما نقول فيه انه حيوان وانما نقول فيه انه عالم فوجود امثال هذه الصفات فيما ليس بجسم مستحيل لان طبيعتها طبيعة غريبة عن الموصوف بها ولذلك سميت اعراضا وتميزت عن الموصوف فى النفس وخارج النفس
[24] فان قيل ان الفلاسفة يعتقدون ان النفس فيها امثال هذه الصفات وذلك انهم يعتقدون انها دراكة مريدة محركة وهم يعتقدون مع هذا انها ليست بجسم
Sayfa 300