[51] واما قوله انه لا يتصور انقسام الا فيما له كمية فقول كاذب بالجزء وذلك ان هذا صادق فيما ينقسم بالذات وليس صادقا فيما ينقسم بالعرض اعنى ما ينقسم من قبل كونه فى منقسم بالذات فالمنقسم بالذات هو الجسم مثلا والمنقسم بالعرض هو مثل انقسام البياض الذى فى الاجسام بانقسام الاجسام وكذلك الصور والنفس هى منقسمة بالعرض اى بانقسام محلها والنفس اشبه شىء بالضوء وكما ان الضوء ينقسم بانقسام الاجسام المضيئة ثم يتحد عند انتفاء الاجسام وكذلك الامر فى النفس مع الابدان .
[52] فاتيانه بمثل هذه الاقاويل السفسطانية قبيح فانه يظن به انه ممن لا يذهب عليه ذلك وانما اراد بذلك مداهنة اهل زمانه وهو بعيد من خلق القاصدين لاظهار الحق ولعل الرجل معذور بحسب وقته ومكانه فان هذا الرجل امتحن فى كتبه
[53] ولكون هذه الاقاويل ليست بمفيدة نوعا من انواع اليقين قال والمقصود من هذا كله ان نبين انهم لم يعجزوا خصومهم عن معتقدهم فى تعلق الارادة القديمة بالاحداث الا بدعوى الضرورة فانهم لا ينفصلون عن من يدعى الضرورة عليهم فى هذه الامور على خلاف معتقدهم وهذا لا مخرج عنه
Sayfa 30