[54] قلت اما من ادعى فيما هو معروف بنفسه انه بحالة ما انه بخلاف تلك الحالة فليس يوجد قول ينفصل به عنه لان كل قول انما يبين بامور معروفة يستوى فى الاقرار بها الخصمان فاذا ادعى الخصم فى كل قول خلاف ما يضعه مخاصمه، لم يكن للخصم سبيل الى مناظرته لكن من هذه صفته فهو خارج عن الانسانية وهؤلاء هم الذين يجب تأديبهم واما من ادعى فى المعروف بنفسه انه غير معروف بنفسه لموضع شبهة دخلت عليه فهذا له دواء وهو حل تلك الشبهة واما من لم يتعرف بالمعروف بنفسه لانه ناقص الفطرة فهذا لا سبيل الى افهامه شيئا ولا معنى لتأديبه ايضا فانه مثل من كلف الاعمى ان يعترف بتصور الالوان او وجودها
[55] قال أبو حامد محتجا عن الفلاسفة فان قيل هذا ينقلب عليكم فى ان الله قبل حلق العالم كان قادرا على الخلق بقدر سنة أو سنين ولا نهاية لقدرته فكأنه صبر ولم يخلق ثم خلق ومدة الترك متناهية أو غير متناهية فان قلتم متناهية صار وجود البارى متناهيا وان قلتم غير متناهية فقد انقضى مدة فيها امكانات لا نهاية لاعدادها قلنا المدة والزمان مخلوقان عندنا وسنبين حقيقة الجواب عن هذا فى الانفصال عن دليلهم الثانى
Sayfa 31