[42] واما قول ابى حامد بعد هذا على انا نقول لهم انه لا يستحيل على أصلكم موجودات حاضرة هى آحاد متغايرة بالوصف ولا نهاية لها وهى نفوس الآدميين المفارقة للابدان بالموت فهى موجودات لا توصف بالشفع والوتر فبم تنكرون على من يقول بطلان هذا يعرف ضرورة كما ادعيتم بطلان تعلق الارادة القديمة بالاحداث ضرورة وهذا الرأى فى النفوس هو الذى اختاره ابن سينا ولعله مذهب ارسطوطاليس فانه قول فى غاية الركاكة .
[43] وحاصله انه لا ينبغى ان تنكروا قولنا فيما هو ضرورى عندكم انه غير ضرورى اذ قد تضعون اشياء ممكنة يدعى خصومكم ان امتناعها معلوم بضرورة العقل أى كما تضعون اشياء ممكنة وخصومكم يرون انها ممتنعة كذلك تضعون أنتم أشياء ضرورية وخصومكم تدعى انها ليست بضرورية وليس تقدرون فى هذا كله ان تأتوا بفصل بين الدعوتين .
[44] وقد تبين فى علم المنطق ان مثل هذه هى معاندة خطبية ضعيفة أو سفسطانية . والجواب فى هذا ان يقال ان الذى يدعى انه معلوم بالضرورة هو فى نفسه كذلك والذى تدعون أنتم ان بطلانه معروف بالضرورة ليس كما تدعونه وهذا لا سبيل الى الفصل فيه الا بالذوق كما لو ادعى انسان فى قول ما انه موزون وادعى آخر انه غير موزون لكان البيان فى ذلك ذوق الفطرة السليمة الفائقة
Sayfa 26