له١. وقال ابن مسعود ﵁ خط لنا رسول الله ﷺ خطًا وقال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن يساره، وقال: "هذه سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ، ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ " ٢
... قال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ ٣ ... روى البخاري عند تفسير الآية، عن أبي هريرة، قال: قال: رسول الله ﷺ: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" ٤. وروى مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله ﷺ حديثًا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن أوَّل الآيات
_________
١ المؤلف يعني نحو ما قاله شيخه ابن كثير في تفسيره (٢/١٩٢) فقد قال: "إنما وحد سبيله؛ لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها".
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٩٩، ٨٠٠) .والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/٤٣٥)، والدارمي في سننه (١/٧٨) برقم (٢٠٢)، والنسائي في تفسيره (١/٤٨٣)، والطبري في جامع البيان برقم (١٤١٦٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره برقم (٨١٠٢)، والحاكم في المستدرك (٢/٣٤٨، ٣٤٩) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة برقم (١١) من حديث جابر. وحكم محقق جامع البيان بأن رواية الطبري صحيحة الإسناد، وقال شعيب الأرنؤوط: سنده حسن. انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٨٠٠) .
٣ سورة الأنعام، الآية: ١٥٨.
٤ صحيح البخاري مع الفتح الحديث رقم (٤٦٣٦)، وصحيح مسلم الحديث رقم (١٥٧) .
120 / 74