.. قوله: ﴿فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ ١ ... يعود الضمير إلى المذكور كله، وهو الميتة والدم ولحم الخنزير؛ فإن الأصل: قل لا أجد فيما أوحي إليّ شيئًا محرمًا، فحذف الموصوف، وأقيمت الصفة مقامه، ثم قال: إلا كذا وكذا، فإن هذا المذكور كله رجس، وإعادة الضمير إلى بعض المذكور فيه نظر٢.
... قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ ٣ وقال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ ٤ فوحَّد لفظ "صراطه" و"سبيله" وجمع "السبل" المخالفة
_________
١ سورة الأنعام، الآية: ١٤٥.
٢ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٦٤) تحقيق عبد الحكيم. وفي تفسير الضمير في "فإنه" ثلاثة أقوال. ١- يرجع إلى اللحم ٢- يرجع إلى الخنزير ٣- يرجع إلى الكل.
انظر بحر العلوم (١/٥٢١)، والبحر المحيط (٤/٢٤٢، ٢٤٣) وفتح القدير (٢/١٧٨)، وروح المعاني (٨/٤٤) وقد وصف الألوسي ما ذهب إليه المؤلف بأنه خلاف الظاهر. وقال ابن القيم: "فالضمير في قوله: (فإنه) وإن كان عوده إلى الثلاثة المذكورة باعتبار لفظ المحرم، فإنه يترجح اختصاص لحم الخنزير به؛ لثلاثة أوجه. أحدها: قربه. والثاني: تذكيره دون قوله: فإنها رجس. والثالث: أنه أتى بالفاء وإن، تنبيهًا على علة التحريم لتنزجر النفوس عنه، ويقابل هذه العلة ما في طباع بعض الناس من استلذاذه واستطابته فنفى عنه ذلك وأخبر أنه رجس، وهذا لا يحتاج إليه في الميتة والدم؛ لأن كونهما رجسًا أمر مستقر معلوم عندهم". بدائع التفسير (٢/١٨٥) .
٣ سورة الأنعام، الآية: ١٥٣.
٤ سورة يوسف، الآية: ١٠٨.
120 / 73