المقل، والآخر المعدم١، على خلاف فيه٢.
وكذلك الإثم والعدوان، والبر والتقوى، والفسوق والعصيان. ويقرب من هذا المعنى الكفر والنفاق، فإن الكفر أعم، فإذا ذكر الكفر شمل النفاق، وإن ذكرا معًا كان لكل منهما معنى، وكذلك الإيمان والإسلام، على ما يأتي الكلام فيه، إن شاء الله تعالى٣.
... قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ ٤ ... هذه الآية نزلت بسبب أن الله سبحانه لما حرَّم الخمر، وكان تحريمها بعد وقعة أُحد، قال بعض الصحابة: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية٥، بيَّن
_________
١ قال أبو جعفر النحاس: وقال أهل اللغة لا نعلم بينهم اختلافًا الفقير الذي له بلغة، والمسكين الذي لا شيء له. انظر معاني القرآن (٣/٢٢٢) فقد ذكر هذا المذهب عند اقتران أحد اللفظين بالآخر.
٢ انظر الجامع لأحكام القرآن (٨/١٦٨) فقد قال القرطبي: اختلف علماء اللغة وأهل الفقه في الفرق بين الفقير والمسكين على تسعة أقوال. وانظر أيضًا معاني القرآن لأبي جعفر النحاس (٣/٢٢٠-٢٢٣) فقد ذكر أبو جعفر طائفة من أقوال العلماء في ذلك.
٣ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٤٥٢-٤٥٣) وانظر أيضًا، ص (٤٩٣) وقد تكلم المؤلف أيضًا على لفظ الفقير والمسكين في كتابه التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٣٨٨) تحقيق عبد الحكيم، وسيأتي كلامه على الإيمان والإسلام في سورة الحجرات. وقضية أن المعنى يختلف بالاقتران والانفراد بحثها شيخ الإسلام في مواضع من مجموع الفتاوى، منها (٧/١٦٢-١٦٩) ولعل المؤلف اطلع على شيء من هذا.
٤ سورة المائدة، الآية: ٩٣.
٥ أخرجه الترمذي في جامعه، برقم (٣٠٥٠، ٣٠٥١)، وأبو داوود الطيالسي في مسنده برقم (٧١٥)، وأبو يعلى في مسنده برقم (١٧١٩)، والطبري في جامع البيان برقم (١٢٥٢٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره برقم (٦٧٧٥)، وابن حبان في صحيحه مع الإحسان برقم (٥٣٥٠، ٥٣٥١)، والواحدي في أسباب النزول، ص (٢٠٩، ٢١٠) كلهم من حديث البراء بن عازب ﵁. والحديث قال عنه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الصحيح المسند من أسباب النزول، ص (٦١، ٦٢) .
120 / 67