لئلَّا يَراها، ويستأخِرَ بعضُهم حتى يكونَ في الصَّفِّ المُؤخَّرِ، فإذا ركع قال هكذا (^١) - ونظر نُوحٌ من تحتِ إبِطِهِ - فنزلتْ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤)﴾.
[١١٩٩] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ (^٢)، عن سعيدِ بنِ مسروقٍ (^٣)، عن عكرمةَ؛ [وعن] (^٤) خُصَيفٍ (^٥)، عن مجاهدٍ؛ قالا (^٦):
_________
= في "التقريب" (٥٨٢). وانظر: "التاريخ الكبير" (٢/ ١٦ - ١٧)، و"الجرح والتعديل" (٢/ ٣٠٤)، و"الثقات" لابن حبان (٤/ ٤٢ - ٤٣)، و"تهذيب الكمال" (٣/ ٣٩٢ - ٣٩٣).
(^١) أي: فعل هكذا، ثم فسره بقوله: "ونظر نوح من تحت إبطه". وهو من باب إطلاق القول على الفعل وهو شائع، ومنه قوله ﷺ في "صحيح البخاري" (٧٢٤٧): "وليس الفجر أن يقول هكذا" وجمع يحيى - الراوي - كفيه "حتى يقول هكذا" ومدّ يحيى إصبعيه السبابتين. وانظر الأحاديث (٨٥ و٢٢٦ و٦٢١ و٤٧٢٧) من "صحيح البخاري"، ومنه في "صحيح مسلم" (٣٦٨): قال ﷺ في التيمم: "إنما كان يكفيك أن تقول هكذا" وضرب بيديه الأرض فنفض يديه فمسح وجهه وكفيه. وانظر الحديثين (١٠٩٣ و١٢١٨) من "صحيح مسلم".
وانظر في إطلاق القول على الفعل: "مشارق الأنوار" (٢/ ١٩٤)، و"النهاية" (٤/ ١٢٤)، و"فتح الباري" (١/ ١٨١ و١٨٢ و٢٢٢، وغيرها كثير)، و"مرقاة المفاتيح" (١/ ٢٧٥)، و(٤/ ٣٢٣)، و"تاج العروس" (ق ول).
(^٢) هو: سَلَّام بن سُلَيم.
(^٣) هو والد سفيان الثوري، تقدم في الحديث [٥٢] أنه ثقة.
(^٤) في الأصل: "عن" بلا واو، والمثبت موافق وقريب مما في "تفسير ابن جرير"؛ حيث روى الأثر من طريق المصنِّف، وفيه: "عن عكرمة وخصيف".
والراوي عن خصيف هو أبو الأحوص سلام بن سليم شيخ المصنِّف؛ وهو يرويه عن سعيد بن مسروق وعن خصيف معًا.
(^٥) هو: ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [٢٠٤] أنه صدوق سيِّئ الحفظ.
(^٦) أي: عكرمة ومجاهد.
[١١٩٩] سنده صحيح إلى عكرمة، وضعيف إلى مجاهد؛ لضعف خصيف من قبل حفظه. =
6 / 31