[قولُهُ تعالى: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠)﴾]
[١١٩٥] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللّهِ، عن حُصَينٍ (^١)، عن عِكْرمةَ؛ في قولِهِ: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ (^٢)﴾ قال: من صُفْرٍ
_________
(^١) هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [٥٦] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد اللّه الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[١١٩٥] سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٥٨٢) للمصنف وأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (٥٨٣) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٣/ ٧٤٤ و٧٤٥) من طريق هشيم، عن حصين، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (١٣/ ٧٤٥) من طريق هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، في هذه الآية: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾؛ قال: من نحاسٍ ﴿آن﴾: أَنَى لهم أن يُعَذَّبوا به.
(^٢) لم تضبط الآية في الأصل. وفي ﴿قَطِرَانٍ﴾ قراءات كثيرة: قرأ الجماعة: ﴿قَطِرَانٍ﴾ بـ فتح القاف وكسر الطاء وفتح الراء. وروى ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٧٤٣ - ٧٤٤) عن ابن عباس ومجاهد وقتادة تفسير "القطران" بالنحاس وهو الصُّفر. ثم ذكر ابن جرير قراءة أخرى نسبها لعكرمة، ولابن عباس وسعيد بن جبير والربيع بن أنس وقتادة والحسن؛ وهي: ﴿قَطِرَ آنٍ﴾ وضبطها بفتح القاف وسكون الطاء وتنوين الراء، و"آن" نعت و"قطر". وفسَّر "القَطْر" بالنحاس أيضًا. وضبطها ﵀ بالحروف كما في طبعتي "تفسيره". وهذه القراءة لم نقف على من ذكرها بهذا الضبط سوى ابن جرير، إلا ما كان في "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة إذ ضبطت كذلك، إلا أن الظاهر أنه من صنيع المحقق لا من ابن قتيبة.
والذي في سائر كتب التفسير والقراءات والمعاجم: أن "القَطِر" و"القِطْر" بمعنى النحاس. وإن صحت بما في "تفسير ابن جرير" جميع نسخه المخطوطة، فلعله مما فات غيره ﵀. وجماع اختلاف القَرَأَة في هذا الحرف، ما يلي: =
6 / 22