وينبغى أن لا يستبيح خدمتهما ولا يتصدر في بحالسهما . {وعليه نحو المعلمين) : يبغي أن يعلم أن الوالدين سبب نشوئه . وأن المعلمين سبب نشرء نفسه وجوهر النفس أشرف ، وإن لم يزدهم على مرتبة الوالدين فلا ينقصهم عنها ، وإن لم يفعل ذلك وصيف بأنه غير مستحق لما أوصلوه ، ولايجري المعلمين كلهم محرى واحدا فإنهم مختلفون ، ونغي بهم الذين غرضهم تربية النفوس وإصلاحها ، وان ينظر إليه عند احتياج أحل منهم ، وأن يقوم بقضاء حقوقهم ويبالغ في خدمتهم ، وألا يكره ما يلقى منهم من الغلطة والتأديب ،
(وعليه نحو الرؤساء)
ينبغى أن يكون بينه وبين الرئيس ملازمة دائمة لما هو بصدده ، وينبغي أن يواظب على ما فوض إليه من أمره ويشكره على ذلك سرا وجهرا يثبغي أن يكدح فعله ويحسن ما يأتيه ويكتم أحواله ظاهراوباطنا ، وإذا عرض أمر مستقبح لايعلم مسنده فلا يسنده إليه ، ويجتهد أن ينتفع بالرئيس ولايظهر الاستغناء عنه أصلا ، وإن لحقه ملال أو ضجر ، فليحذر الشكاية والتألم وإظهار العداوة ، وليعلم أن الرئيس كالسئل المنحدر من الربوة ومتى واجهه أهلك نفسه ، وينبغى أن يريه وجه الصلاح بالإشارة من غير أمر ولانهى ، ويجب عليه النصح والإجتهاد له فإذا فعل ذلك استقام أمره دائما ،
(وأما سيرته مع الملوك)
ينبغى للداخل على الملك أن يسلم قائما علسى نعله فيإذا استدناه قرب منه ققبل الأرض وتنحى عنه . وينبغي أن لا ييدأه بكلام دون أن يسأله ويجيبه حينئل يخفض صوت فإن سكت الملك فلينهض .
Sayfa 85