بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وعدله ورفعه على كثير ممن خلق بالتكريم ، وفضله وأمره بمكارم الأخلاق تزكية لنفسه التى خلقها فسواها حيث قال : {قد أفلح من زكاها وقدخاب من دساها (1)} وشرفه بمزية العقل ووهب له حلية الفضل ، و عرضه لبلوغ السعادة بإدراك الحق ، أحمده حمدا لا يغادر معروفاإلا استوفاه ، ولا يجاور مخوفا إلا نفاه ، وأصلى على رسوله محمد الذي أرسله بدين الحق القويم ، فدعا الناس أجمعين إلى صراط مستقيم ، وجاهد فى الله حق جهاده وقام بطاعته ، حتى وصفه في كتابه القديم فقال تعالى * وإنك لعلى خلق عظيم (7)} صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له في مكارم أخلاقه وشيمه وآدابه ، والحمد لله الذي جعل بعد رتبة النبوة ، أشرف الرتب وأعلاها ، وأكرمها لديه وأنماها ، وأزلفها عنده وأحظاها رتبة الخخلافة ، إذا كانت عن الله عز وجل ورسوله صادرة ، وبأوامرهما وارده ، فنجم الحق منها ساطع الإشراق ، وتشهاب العدل واري الزناد في الآفاق ، والإسلام في ظلها ممتد الأفياء (2) و الظلال مشرق بنور بهائها في الغدر والآصال.
(وبعد) : فيان الذي بعث المملوك (4) على تأليف هذا الكتاب أمران :
(أما الأول) : فإنه وقف على كتاب مشجر (8) في حفظ صحة البدن مختصر، اولا خقاء على كل ذي فطانة ، ومن له أدنى نظر في العلوم الحقيقية ، أن النفس أشرف من البدن فمراعاتها إذا ، واصلاح أخلاقها الصادرة عنها ، وتزكيتها بالعلم والعمل من أهم الأسباب وأحرى بالتقديم عند ذوي الألباب .
Sayfa 35
({والثاني) : إن بعضا من أوامره مطاعة مجابة ، عوارض العوائق عن متتمساته لمنحسيرة منجابة ، ممن اصطفاه الجناب المقدس، وقدمه ، ورفعه على أمثاله ، وكرما فحاز بذلك المقام المحمود ، شرفا ياقيا وحسبا ، وأوتي من كل شيء فاتبع من مناهج الشيم المرضية سببا ، راختص بخصائص تهتز لها أعطاف القلوب فرحا وطربا :
تجمعت لعاره كل محبسة وهو البليغ اذا قال أو كتبا
وكم من من را مسمعها ومن فنون خطوط أبدعت عجبا
أمره ، أن يمضى ذلك الرأي في إنشاء الكتاب المقدم ذكره وأن نوليه طرفا مان العناية والإنصاف ، فجمع بين ما يعتقده من وجوب الأول في إنشائه إلى امتثال طاعة أمره بذلك ، وظاهر أن المصنفات الموجودة في هذا الفن ( أعنىن علم الأخلاق والسير) وما يتعلق بها تحاوز حلود الكثرة ، وتتشعب أنحاؤها ، وتختلف طرقها ، حتى يكاد يتعدر إحصارآها ، فتأمل المملوك ما وجد من الكتب(1) في هذا العلم تأملا شافيا ، وانترع منها ما كان قابلا للتشجير والتقسيم، على {أن فوق كل ذي علم عليم (2)}.
وأجرى فيه الإيجاز والاحتصار ، واطرح الأكثر حذر الإضجار ، وجمع فيه بين كلام الحكماء المتقدمين ، والعلماء المتأخرين ، وبدأ به مستعينا با لله تعالى على عمله ، مستمدا من إرشاده وتوفيقه ، وهو عز اسمه مؤتيه بقدرته وطوله ومشئته ومبنى هذا الكتاب على أربعة فصول :
(الفصل الأول) : في مقدمة هذا الكتاب .
(الفصل الثانى ) : في أحكام الأخلاق وأقسامها .
{الفصل الثالث) : في أصناف السيرة العقلية وانتظامها .
{ الفصل الرابع)) : في أقسام السياسات وأحكامها .
Sayfa 36
الواجب على كل إنسان الابتداء به : هو أن يعلم ويعتقد : أن لهذا العالم وأجزائه صانعا ، بأن يتأمل الموجودات كلها ، هل لكل واحد منها سبب 7 وعلة ، أم لا ؟ فإله يجد عند الاستقراء لكل واحد منها سببا وعلة عنه وجد ، ثم ينظر إلى تلك الأسباب القريية من الموجودات هل لها أسباب ، أم لا ؟ فإنه يجد لها أسبابا . تم يتأمل وينظر هل الأسباب ذاهبة إلى ما لا نهاية له ؟ أم هى واقفة عند نهاية ؟ أم بعض الموجودات أسباب للبعض على سبيل اللور ؟ فإنه يجد القول بأنها ذاهبة إلى غير نهاية محالا ، ويجد القول بان بعضها سبب للبعض على الدور محالا أيضا لأنه يلزم أن يكون الشىء سببا لنفسه فتبقى الأسباب متناهية ، وأقلك ما يتناهى إليه الكثير هو الواحد ، فسبب الأسباب موجود ، وهو واحد ، والعبارة عنه بما وجد السبيل إليه من الألفاظ والأوصاف ، فلما أراد العبارة والوصف له ، علم أنه لايلحق شيء من جميع الأوصاف التي شاهدها ، وعلمها لتفرده بذاته ، ولأنه منزه عن كل ما أحسة وعرفه ، ولم يجد طريقا أحسن من أن ينظر في الموجودات التى لديه ، فإذا تأملها وجلها صنفين : فاضل وخسيس ووجد الأليق بسبب الأسباب ، وموجدها الواحيد الحقم أن يطلق عليه أفضلهما مثل : أنه رأى المرجود والمعدرم، اوعلم أن الموجود أفضل من المعلوم فأطلق القول عليه : بأنه موجود ، ورأى الحي وغير الحي، وعلم أن الحي أفضل ، فأطلق عليه القول : بأنه حي ، ورأى العليم وغير العليم ، افأضاف إليه العلم ، وكذلك جميع الأوصاف ، والواجب عليه إذا أراد صفته تعالى أن يخطر بباله أنه منره عن أن يشبه تلك الصفة ، بل وأفضل منها ، وأشرف وأعلى ، لأنه سبب وجرد كل صفة ، تم إذا تأمل أجزاء العالم كلها ، ورجد أفضلها ما هو ذو نفس ، وتحد أفضل ذوي الأنفس الذي له الاختيار ، والإرادة ، والحركة عن ررية، وأفضل ذوي الإرادة والحركة عن روية الذي له النظر البليغ في العواقب ، وهو الإنسان الفاضل .
وأن يعلم أن الطبيعة لا تفعل شيئا عبثا ، ولا باطلا ، فكيف مبد غ الطبيعلة وموجدها ، والباري تعالى حيث وهب الاختيار والروية و الفكر للبرية ، لم يكن ليههل أمرها ، و كان من عدله أن ينهج لها نهجا تسلكه . وظاهر أن في الناس وعقولهم وقوى
Sayfa 37
من دنس الآراء والمذاهب الزائفة عن الحق ، فترلى تدبير العالم ، وتسوس أهله بادين لقيم ، والسنة العادلة رتخليصهم من أيدي المتسلطين عليهم ،الذين من شأنهم إبطال الار الآراء الشرعية وإزالة رسوم الرياسات المدنية ، فيرتب الناس مراتبهم ، ويصنفهم تصنيفا يعرف كل إمرىء مقامه ، ويقف عند الذي حد له أمامه وينخع (1) بالطاعة لمن فوقه ، ولا ينزع إلى المنافسة لمن علاه في القدر والسياسة ، فتجري الأمور إلى غاياتها التى حددتها الحكمة الإطية ، و الشرعة النبوية ، والعادات العقلية وتسأمن العباد ، وتعمر البلاد ، وتطرد الرياسات بأجمعها ، منقادة لرئاسة واحدة ، ورئيس واحد . وهذا الإنسان في أكمل المراتب الإنسانية وفي أعلى درجات السعادة الأبدية ، واستحقاقه ذلك باحتماع هذه الفضائل فيه اوهي .
{الأولى) : أن يكون له قدرة على جردة التخيل لكل ما يعمله من أعمال انمتحساده.
{الثانية) : أن يكون صحيح الأعضاء تواتيه على ما يريده من الأعمال البدنيه
{ الثالثة) : أن يكون جيد الفهم والتصور - كما يقال - عالما بكتاب الله عاملا به.
{ الرابعة) : أث يكون جيد الحفظ لما يراه ويسمعه ، ولا ينسى ما يدركه من العلم.
( الخخامسة) : أن يكون جيد الفطنة ذكيا إذا رأى عسلى الشيء أدنى دليل فممن له .
( السادسة)) : أن يكرن حسن العبارة ، يواتيه لسانة على إبانة جميع ما في صميرد.
( السابعة) : أن يكون محبا للتعلم والإستفادة منقادا سهل القبول لا ئؤلمه تعب التعلم.
(الثامنة) : أن يكون محبا للصدق وأهله ، كارها للكذب ، وأهله ، طبعا لا * تكلفا.
Sayfa 39
( التاسعة)) : أن يكون غير شره على الشهوات مبغضا لما ساعت عاقبته من اللدالت.
( العاشرة) : أن يكون كبير النفس محبا للكرامة يعظم نفسه عن كل ما يشين(19 امن الأمور.
(الحادية عش) : أن يكون محبا للعدل والصدق وأهلهما مبغضا للجور والكذب وأهلهما منصفا من نفسه .
(الثانية عشر)) : أن يكون قوي العريمة على مايبتغي غير حائف من الموت ، ولا ضعيف النفس.
(الثالثة عشر)) : أن يهون عنده الدينار و الدرهم وسائر الأعراض الدنياويية القانية.
فإن تفرد بعض بهذه الخصال من هذا العالم انتشرت محاسنه في أطراف مهاد الأرض ، وشاع جميل ذكره في أكناف السبع (2) الشداد في الطول والعرض ، فمتى اقتضت العناية الأزلية ايداع نسمة يسمو قدرها ، ويعز وصفها ، نظم هذه الحواس في سلك جواهرها الشريفة ، ومحاملها الكريكة ، وانخراط هذه الدرر في عقد عقائلها الصحيحة، وخواطرها السليمة ، تداعت أسباب الإقبال لاجتماعها ، وتعاطت السعادة عند القبول لإتباعها ، رمتى وفقت خواطره لحماية حوزة (7)، ساعدته الأقدار ، رإذا إهتمت أفكاره بارتفاع دهماء (2) لاتعتريه الأخطار .
ومن السعادة لأهل هذا الزمان أن إمامهم ومتقلد سياستهم ومدبر ملكهم ، من هو مجمع المحاسن المذكورة ، ومعدن الفضائل المشهورة ، ومن جمع هذه المحامد المشكورة ، من جاء الزمان ببقائه على الدين ، وذويه ، ومن الدهر بوجوده على الإسلام وبنيه ، وهر
Sayfa 40
بشيدت رموردن رمتش حنيعه انله في العباد، والسالك سبيل الرشاد ، المعصم با لله(1) امير امومتين، بل اتتفاء الرالشتدين والكمه المهيين»الدين فصواباسق ربه كتلوا يعدلوك، الذي اجتمعت فيه الحتصال الموجبة للخلافة والإمامة من مواتاة الطبع لقبول الفضائل واستعمالها في مواضعها وإظهارها في نفسك رد؛م ي تاثر اهل منمنه سرينها ردنيئها، عالمي زتضتها ) ل ڑاه منهم حني حسبي ما توجبه طبقنه فگمر الدي ر هي، ريشر عدله فيها وأمنها ، وتتبع المعروف فأيده وأقامه ، والمتكر فدحضه ، وقوض خيامه وسمت همته في الطاعات ، وانتهت إلى أقصى الغايات، فقد خضعت له الأمم ، وانقادت له الممالك، ونخع له الأعداء، وذلست له السادات ورضيت برئاسته الملوك ، وسكنت الحروب وأتلفت القلوب وكسد الجهل ، وقامت سوق العلم ، وانتشر العدل ، وزال الظلم واتفقت الآراء ، واستقامت الأمور ، ويطل الاحتلاف ، ولزم كل حظه ، ورقف على ظله ، وعرف مقداره ، فالرئيس يأمر وينهي و المرؤوس يسمع ويطيع ، وإنما التأم ذلك كله بتيقظه.
حلد الله تعالى ملكه واستفراغه وسعه في مصالح الخلق واستكمال همته الشريفة في تشبيد الحق ، وحسن سياسة مملكته ، وتدبيره رعيته ، ومراعاة أسبابها، فهو بدك منصف لها من نفسه ، ولبعضها من بعض ، وأن امرءعا كان من شجرة الرسالة منزعة2، وف بحبرحة الأمانة مربعه (3) ومن أسرة النبوة مخرجه ، لخليق أن يكون ، لرضى الله حكائرا 5، وبالزلفى لديه فائزا، وبالنعماء منه مغمورا ، وبالحسنى منه مشمولا ، وهذا ما انتهى إليه وسع المملوك من نعت شيمه ، وأخلاقه وكرمه رطيب أعراقه إذ أكثرها يضيق عن وسعه با غ الكلام ، وتعجم ألسنة الأقلام .
Sayfa 41
جعل الله تعالى طول مدته وافيا على عرض الدنيا ، وظل دولته ضافيا ، كالسمء الليا ، وهنأه بهذه الهبة وبارك له في هذه النعمة حتى يملا الخخافقين عدلا شائعا كما ملاهما فضلا بارعا ، ريعم المشرقين فعلا جميلا ، كما عمهما طولا جزيلا، ممنعا بأركان حفدته ، مبلغا فيهم كل مأمول ومروم مع طول العمر والسلامة من حوادث الزمان وغيره ، إنه جراد كريم ، وقد آن أن نأتى بما وعدنا به إنشاء الله تعالى ، ونسأل الله التوفيق والهداية إلى توٹه الصريق يهمة رتكه وخر .
Sayfa 42
قد ثبت بالبرهان الصادق ان الإنسان من بين سائر الحيوان ذو فكر وتمييز ، فهو أبدا يختار من الأمور أفضلها ، ومن المراتب أشرفها ، ومن المقتنيات أثفسها ، إذا لم يعدل عن التمييز في اختياره ، ولم يغلبه هواه في إتباع أغراضه ، وأولى ما اختاره الإنسان لنفسه ، و لم يقف دون بلوغ غايته ، ولم يرض بالتقصير عن نهاية تمامه وكماله ، إذ هو من تمام الانبسان وكماله ، أن يكون مرتاضا بمكارم الأخلاق ومحاسنها متنزها عن مساوئها ومقابحها ، آخذا في جميع أحواله بقرانين الفضائل عادلا في أفعاله عن طرق (1) الرذائل ، وإذا كان كذلك فقد وجب عليه أن يجعل قصده اكتساب كل شيمة سليمة من المعائب ، ويصرف همته في إقتناء خيم(7) كريم خالص من الشوائب ، وأن ييذل جهده في اجتناب كل خصلة مكروهة ، ويستفرغ وسعه في إطراح كل خلة مذمومة حتى يحوز الكمال بتهذيب خلائقه ، ويكتسى حلل الجمال بدمائة شمائله ، فإنه إذا حاسب نفسه ، وأجاد فكره ، علم أن الضرر في مساوئ الأخلاق أكثر من النفع ، وأن الذي يعده نفعا، وليس هو نفعا على الحقيقة هو يسير جدأغير باق ولا مستمر ، وأن هذا اليسير الذي يعده نفعا ، لايفي بالضرر الكثير ، والعار الدائم المتصل ، ويعلم أيضا أن الشرور والخبث يجلبان غلبة الشر ويوحشان منه الناس ، ألا ترى أن من تشرر قصده الناس بالشر واستعدوا لأذيته ، واحترزوا منه ، وكرهوا نفعه ، وحظروا عليه وجوه الخير فقد بان بما ذكرنا فضيلة الخخلق الجميل ورذيلة ضده .
فأما مراتب الناس في قبول هذا الأدب ، الذي سميناه خلقسا والمسارعة إلى تعلمه ، والحرص عليه فإنها كثيرة ، وهي تشاهد وتعاين فيهم ، وخاصة في الأطفال فإن أخلاقهم تظهر فيهم منذ مبدأ تشوئهم ، ولا يسترونها بروية ولا مكر كما يفعل الرجل التام الذي انتهى في نشوئه وكماله ، إلى حيث يعرف من نفسه ما يستقبح منه ، فيخفيه بضربه من الحيل ، والأفعال المضادة لما في طبعه ، وأنت تتأمل من أخلاق الصبيان واستعدادهم لقبول
Sayfa 43
الأدب ، ونفورهم عنه وما يظهر في بعضهم من القحة ، وفي بعضهم من الحياء وكذلك ما يرى فيهم من الجود ، والبخل والرحمة والقوة والحسد ، وضده إلى سائر الأحوال المتفاوتة ، ما تعرف به مراتب الإنسان في قبول الأخلاق الفاضلة ، وتعلم منه أنهم ليسوا على مرتبة راحدة ، وأن فيهم المواتي والممتنع والسهل والفظ العسير و الخير والشرير ، والمتوسط بين هذه الأطراف في مراتب لاتحصى كثرة ، وإذا أهملت الطباع ، و لم ترض (1) بالتأديبا والتقويم ، نشأ كل إنسان على سوء طباعه ، وبقي عمره كله على الحال التي كان عليها في الطفولية أو تبع ما وافقه بالطبع .
أما الغضب وأما اللذه وأما الزعارة (2) ، وأما الشره ، فينبغي أن نقول الآن في الحيلة لتى يمكننا بها أن نقتني الأخلاق الحسنة .
فأقول : إنه يجب أولا أن نحصى الأخلاق خلقا خلقا ، ونحصى الأفعال الكائتة عن خلق خلق .ومن بعد ذلك ننظر ونتأمل أي خلق بحد أنفسنا عليه ، وهل (3) ذلك الخلق الذي اتفق لنا منذ أول أمرنا جميل أر قبيح ؟
والسبيل إلى الوقرف على ذلك أن نتأمل أي فعل إذا فعلناه ، لحقنا من الفعل لذة وأي فعل إذا فعلناه نتأذى به ، فإذا رقفنا عليه نظرنا إلى ذلك الفعل أهو فعل يصدر عن الجميل أم هوصادر عن الخلق القبيح ، فإن كان ذلك كائنا عن خلق قبيح ، قلنا إن لنا خلقا جميلا ، وإن كان ذلك كائنا عن خلق قبيح قلنا إن لنا خلقا ما قبيحا ، فبهذا الوجه نقف على الخلق الذي تصادف أنفسنا عليه أي خلق هو ، وكما أن الطبيب متى وقف على حال البدن بالأشياء البالغة لأحواله نظر فإن كانت الحال التي صادفه عليها حال الصحة احتال في حفظها على البدن ، وإن كان ما يصادف عليه البدن حال سقم عمل الحيلة في إزالته عنه ، كذلك متى صادفنا أنفسنا على خلق جميل احتلنا في حفظه ، وإن صادفناها على خلق قبيح استعملنا الحيلة في إزالته عنها . فإن الخلق القبيح سقم نفسانى . فينبغي أن نحتذي في إزالة أسقام النفس حذو الطبيب في إزالة أسقام البدن ، ثم ننظر بعد ذلك الخخلق القبيح الذي
Sayfa 44
صادفنا أنفسنا عليه هل هر من جهة الزيادة أو النقصان ، ركما أن الطبيب أيضا متى صادف البدن أزيد حرارة أر انتقص رده إلى التوسط من الحرارة بحسب الوسط المحلود في صناعة الطب ، كذلك متى صادفنا أنفسنا على الزيادة أو النقصان في الأجلاق ، رددناها إلى الوسط المحلود في هذا الكتاب ، ولما كان الوقوف من أول وهلة على الوسط عسيرا جدا التمسنا الحيلة في إيقاف الإنسان خلقه عليه ، والتقرب منه جدا ، وذلك أن ننظر الخلق الحاصل لنا فإن كان من حيث الزيادة عودنا أنفسنا الأفعال الكائتة عن ضده الذى هو من جهة النقصان ، وإن كان من حيث النقصان عودناها الأفعال الكائنة عن ضده الذي هو من جهة الزيادة ، ونديم ذلك زمانا ثم نتأمل وننظر أي خلق حصل ، فإن الخلق الحاصل لا يخلو من ثلاثة أحوال ره :
( إما الوسط) (والمائل عنه ) ( والمائل إليه)
فإن كان الحاصل هو القرب من الوسط فقط من غير أن يكون قد جاوز الوسط إلى الضد الآخر ، ذمنا على تلك الأفعال زمانا آخر إلى أن ينتهي إلى الوسط ، وإن كان الوسط قد جاوز الوسط إلى الضد الآخر غدنا ففعلنا الخلق الأول ودمنا عليه زمانا ثم نتأمل
وبالجملة كلما وجدنا أنفسنا مالت إلى جانب عودناها الجسانب الآخر ، ولا نزال نفعل ذلك حتى نبلغ الوسط أو نقاربه جدا
ولما كان غرضنا في هذا الفصل من هذا الكتاب بيان السعادة الخلقية وأن تصدر عنا الأفعال جميلة كما قدمنا ، وجب أن نقول قرلا يتبين به ما الخلق ؟ وما سبب اختلافه في الناس ؟ وما المرضى منه المغبوط (1) صاحبه و المتحلق به ؟ وما المشين(1) الممقرت فاعله و المتوسم به ؟
ونفع هذا الكتاب يشمل ثلاث طبقات من الناس وهم :
{الطبقة الأولى) : تشمل من كانت له عيرب كثيرة وهو يظن أنه كامل.
{ووجه منفعته) : أته إذا تكرر عليه الأخلاق المذمومة تيقظ لها وأنف لنفسه منها ، فركما سلك الصواب .
Sayfa 45
{الطبقة الثانية) : تشمل من حصل له بعض الفضائل وأعوزه بعضها فهر متوسط { ووجه منفعته) : أنه إذا وقف على محاسن الأخلاق تاقت نفسه إلى ما أخل به منها فتبعه و استعمله. ( الطبقة الثالثة) : تشمل من هو في غاية الكمال بعيدا عن المعايب . (ووجه منفعته) : إنه إذا مر بسمعه ذكر الأخلاق الجميلة رأى أنها سجاياه فالتد يذلك لذة عظيمة ويزيد منها بحسب لذته. فنقول : إن الخخلق حال النفس داعية لها إلى أفعالها عن فكرة وروية وينقسم هذا إلى قسمين : منها (مايكرن طبيعيا من أصل الخلقة) :
بن يحر كه أدنى شيء نحو الغضب ، وكمن يجبن من أيسرشىء ، كالذي يفزغ من آدني خوف . منها (مايكون مستفادابالعادة : مبدأ ذلك بالفكر و الروية ثم يستمر عليه أولا فأولا حتى يصير عادة وملكة يقارب الطبيعي . ( واعله) أن لكل شخص قوتين : عقلية (11) ، وبهيمية (1) ولكل واحدة منهما إرادة واحتيار ، وهو كالواقف بينهما ولكل واحدة نزاغع (3) غالب . فنزاع القوة البهيمية نحو مصادقة اللذات العاجلة الشهوانية ، ونزاع القوة العقلية ، أعنى النطقية نحور العواقب المحمودة . وأول ما ينشأ الإنسان يكون في عداد البهائم إلى أن يتولد فيه العقل أولا فأولا وتقوى فيه هذه القوة ، فالقوة البهيمية إذا أغلب عليه ، وكل ما كان أغلب كانت الحاجة إلى إحماده وتوهينه ، وأخذ الأهبة له أشد ، فواجب على كل من يروم نيل فضيلة أن لا
Sayfa 46
يتغافل عن تيقظ نفسه ، في كل وقت وتحريضها على ماهو أصلح لها ، وأن لايهملها ساعة واحدة ، فإنه متى أهملها وهي حية ، والحي متحرك لم يكن لها بد ، من أن تتحرك نحو الطرف البهيمى ، وإذا تحركت نحوه تشبثت ببعض منه حتى إذا أراد ردها عما تحركت نحوه لحقه من التصب (1) أضعاف ما كان يلحقه لو لم يهملها ، والمرء لا يخلر في جميع تصرفاته من أن يلقى أمرا محمودا أو مذمرما ، له في كل واحد من الأمرين فائدة تمكنه استفادتها ويجد في كل واحد منهما نفعا يمكنه جذبه إلى نفسه ويصادف في كل واحد منهما موضع رياضة لنفسه ، وهو أن يحتال للتمسك بذلك الأمر المحمود الذي يلقاه أويجد فيه إن وجد السبيل إلى التمسك به أو يتشبث / بالتمسك به متى ما وجد الفرصة لذلك ، وهو لا شك واجد السبيل إلى أحد هذه السبل الثلاث ، وإذا تلقاه الأمر المذموم فليجتهد في التحرر منه والتباعد عنه ، وإن لم يجد إلى ذلك سبيلا ، رهو واقع فيه فليبالغ في نفيه عن نفسه بغاية ما أمكنه ، فإن لم يمكنه التبري منه فليعزم على نفسه ، أنه إذا تيسر له الخلاص منه لا يعرد إلى أسبابه ، وليقبح إلى نفسه دواعي ذلك الأمر ولينبهها على الإعتبار بمن نالهم مضار مثلها ، فقد ظهر أن المرء تصادف أحواله خيرها وشرها موضع الرياضة لنفسه والإصلاح لأخلاقه، وقد أجمعت الفلاسفة على أن جميع أجناس الفضائل التى لاتحتاج في اقتناء كمال التفس إلى غيرها بحتمعه ، في أربعة أصول يتفرع منها فروح كليرة وسيأتي ذكرها إنشاء الله تعالى رهي :
(الحكمة) : وهي علة صحة الفكر و الروية والتميز في سائر الأشياء ، وقوامها في القوة الفكرية .
( العفة) : وهي علة الورع وضبط النفس عن الشهرات المؤذية الفانية ، وقوامها في القوة الشهوانية .
{ الشجاعة) : وهى علة الإقدام ، رأن لاينهزم المرء عند الشدائد و المخاوف ، وقرامها في القوة الغضبية.
(العدالة) : وهى علة صحة الأفعال ورضعها في مواضعها اللائقة بها ، وقوامها في اعتدال هذه القوى .
Sayfa 47
( والمعانى المحتاج إلى معرفتها قبل ذكر ما نحن ذاكروه أربعة وهي) : {المعنى المسمى خيرا) : هو الأمر المرغوب فيه لذاته . ({المعنى المسمى شرا) : هو الأمر المرغوب عنه لذاته . { المعنى المسمى نافعا) : هو السبب المؤدي إلى الخخير . {المعنى المسمى ضارا) : هوالسبب المؤدي إلى الشر. ونقول : إنه مهما اختلف الفلاسفة الأقدمون المشهورون فيما اختلفوا فيه من أمر النفس ، فلم يختلفوا أن لها قوى ثلاثا من فكرة ، وشهوة ، وغضب ، بل كلهم متفقون على ذلك ، والحق أنه ليس الأمر الذي يصدر عنها واحدا فليست تفعل ذلك بقوة واحدة، بل بقوى ثلاث مختلفة : تفكر بواحدة، وتشتهى بأخرى ، وتغضب بأدنى .
والمثال في ذلك أن نقول في العين : إنها تبصر من غير أن يكون كلها الذي بيصر بل ناظرها وحده ، ونقول : إن ناظر العين ييصر من غير أن يكون كله الذي ييصر بل الانسان الذي فيه ، فكذلك : إنه ليست النفس بجملتها تشتهي وتفكر وتغضب بل قوى منها معروفة ، تتفرد كل واحدة بواحدة وهي :
(القوة الفكرية)
وهى العاقلة الفكرية ومساكنها الدماغ وأحد قواها الفهم الفارق بين الحق والباطل ، والأدب يحركها نحو أفعالها الصالحة وغرضها الحق وبها يكون الفكر ويختص بها الانسان : {فإن اعتدلت}) : فصاحبها يوصف بجودة العقل وصحة الفكر والتميز . {وإن خرجت عن الاعتدال فإما إلى : الزيادة) : فإنه يوصف بالمكر والخبث . {أو النقصان) : فإنه يوصف بالبلادة و العى .
(القوة الغضبية)
وهي الحيوانية السبعية (1) ومسكنها القلب ويشارك الإنسان بها الحيوان ، واحد قواها حب الغلبة والرئاسة ، وبها يدفع ما لا يوافق بدنه ونفسه : { فإن اعتدلت) : فصاحبها يوصف بالشجاعة والفروسية وقوة القلب .
Sayfa 48
{رإن خرجت عنه فإما إلى : الزيادة) : فإنه يوصف بالتهور وكثرة الغضب، (أو النقصان)) : فإنه يوصف بالجبن وضعف النفس .
(القوة الشهوية)
وهى المغذية النباتية ، ومسكنها الكبد ، ويشارك بها الحيران النبات ، وبها ييقى التناسل والأدب يكسبها السكون وبها يطلب الموافق من الأغذية : ({فإن اعتدلت) : فصاحبها يوصف باعتدال الشهوة في المآكل والمشارب . {رإن خرجت عنه فإما إلى الزيادة) : فإنه يوصف بالشره والنهم . ( أو النقصان) : فإنه يوصف بكلال (1) الشهوة وضعفها . فهذه الأصول رالمبادى ومنها تنشأ السجايا والأخلاق في الإنسان بتوسط تلك الفضائل التي تقدم ذكرها ولها فى أفعاها الصادرة عنها أفعال مختلفة عند الإفراط ، والتوسط ، والتفريط . فما كان عن التوسط كان محمودا أو سمى بالمحاسن والفضائل وما كان عن غير التوسط كان مذموما وسنمى بالمساوئ والرذائل . وتنقسم إلى أقسام : (فالفضائل) : كالحكمة والعفة وأخواتهما ، ( ولها أسباب) وعلل . كالخط والبحث والتعلم . ولواحقها : كالفقه والفهم ، وآثار كتمييز الصدق والخير وإيثارهما . وأجزاء: كالتؤدة وحسن الروية . {وأما الرذائل) : كالجبن - والخرق - والفجور . عللها : كالنسيان والبلادة . لو احقها : كالندامة والبله (2). أجزاؤها : كالطيش وسوء الروية ، وأعمال . أعمالها : إحراء الأشياء على ضد الصواب . (وهذه الفضائل يقل وجودها في الناس وينقسمون بحسبها إلى أقسام) منهم من إذا نبه إليها ، تنبه واستعملها بقدر طاقته .
Sayfa 49
ومنهم من يستعملها بطبعه ، وهو الكامل . ومنهم من يقبل كثيرا ، وينبو (1) طبعه عن بعضها . ومتهم من لابقبل طبعه العادات الحسنة .
( والرذائل موچودة في الاكثر غالبة عليهم)
(وينقسمون إليها على أقسام)
فمنهم من لا ينتبه فإذا انتبه أحس بقبحه. ومنهم من إذا أراد العدول عنها لم يسعده طبعه . ومنهم من يتظاهر بها وينقاد إليها وهم الأشرار . ومنهم من ينتبه بجودة الفكر إلى قبحها فيأنف . وهذه القوى أعنى الناطقة والغضبية والشهوية لا تخلو في سائر أحوالها أن تكون معتدلة بأجمعها أو لا ؟ (فيان اعتدلت) : صدر عنها العدل وهو فضيلتها بأجمعها وخاصيته تقسيم الأشياء وتقسيطها ووضع كل شيء موضعه ويتفرع عنها فروع منها : ( العبادة) : وهي تعظيم الله تعالى وتمجيده وطاعته وإكرام رسله عليهم السلام.
( والصداقة)) : وهى محبة صادقة واهتمام بجميع أسباب الصديق . (رالألفة) : وهى اتفاق الآراء على التعاون في تدبير العيش . ( رصلة الرحم) : وهو مشاركة ذوي اللحمة في الخيرات ومواصلتهم . ( والمكافأة) : وهو مقابلة الإحسان بمثله والزيادة عليه بما يحب . {رحسن الشركة) : وهو الاعتدال في الأخذ والإعطاء رالانصاف . (رحسن القضاء) : وهو المجازاة بغير من ولا ندم . (والتودد) : وهو طلب المودات بحسن اللقاء وجميل الأفعال وينقسم إلى أربعة أقسام : (أحدها) من قبل الطبيعة : كمودة الآباء للأبناء ، والأبناء لآبائهم .
Sayfa 50
{الثانى) من قبل المصاحبة : كالصداقة والمخالطة والمعاشرة . {الثالث} غريب : كوصية قوم ما برجل ما ليحتنى به . {ونزيد قسما رابعا) : وهو الذي يكون من حب الجماع ويسمى عشقا {وإن خرجت عن الإعتدال) : صدر عنها الجرر وهو رذيلتها بأجمعها وخاصيته تعدي الحق في كل شىء وينقسم إلى : ( الظلم) : وهو التوصل إلى كثرة المقتنيات من حيث لا ينبغى كما لا يتبخي. {الانظلام) نوهو الاستخذاء(1) والاستحابة في المقتنيات لمن لا يتبغي . ( النذالة) : وهى منقصة تنازع إلى الجمع من كل جهة وتحيدث بغض الناس . { العجز} : وهر منقصة النفس ، ومن لوازمه ضعف الأمل وغلظ الكلام. (الخخور) : وهو أن يجزع الإنسان ويتغير سريعا من أي شيء ورد عليه. ولنذكر الآن فضائل كل قوة ورذائلها على الانفراد ، ولنبدأ بذكر فضائل القرة الناطقة فنقول إن أول ما يحدث ها : ( النزاع ) : وهو انبعاث النفس نحو الشيء الملاتم . (ثم الموقعة) : وهو مصادمة الحي مطلوبه ، وغرضه . ( ثم الإحساس) : وهو ثبات صرر المحسوسات . ( ثم التخيل) : وهو بيان صور المحسوسات في النفس بعد مفارقتها . (ثم التصور) : وهو إفراد صورة صورة عن صاحبتها . ( ثم الظن)) : وهو تطلب النفس قياس الأشياء من ظواهرها . (ثم الفكر) : وهو التطرف نحو المعارف . {ثم الرأي) : وهوغاية الفكر ، ونهايته ، ونتيجته .
Sayfa 51
(ومن فضائلها)
{العقل) : وهو الحكم على حقيقة المطلوب بما هو عليه (الذكر)) : هو حصول ما سبق وجوده في الذهن . (الحفظ) : هو تبات صور المعاني في النفس . { الذكاء) : هو سرعة انقداح النتائج وسهولتها على النفس . {الحكمة) : هي إدراك أفضل المعلومات بأفضل العلوم . ( الفهم ) : هو حصول المعاني الواردة على النفس . {التميز) : هو حصول الفرق بين الحق والباطل ، والخخير والشر . {النطق ) : هو شرف الإنسان وبه فضل على الحيوان . {الصدق) : هو الإخبار عن الشيء بما هو عليه .
(وأما الرذائل الصادرة عنها فهي هذه ) (البلادة) : وهى تعطيل هذه القوة وإطراحها من غير تقصير في أصل الخخلقة المكر و الخبث)) : هو إضمار الشر للغير ، واستعمال الغيلة والخديعة . {الجهل) : هوترك استعمال الصواب لعدم المعرفة . {الكذب)) : هو الاخبار عن الشىء بخلاف ما هوعليه وهو مذموم . (الحمق) : هو معرفة الصواب وترك العمل به ،وقيل تصور الممتنع بصورة الممكن .
{(الخرق) : هو الحركة من غير حاجة ، ومبادرة الأمور من غير توقف. {الغدر) : هو الرجرع عن عما ييذله الإانسان من نفسه مما يضمن الوفاء به {التبذل) : هو إطراح الحشمة ، والإكثار من الهزل ، وبحالسة السفهاء {النميمة) : هو إبلاغ شخص عن آخر كلاما مكروها . {الرياء) : هو خلق مذموم ، غرض صاحبه حسن اعتقاد الناس فيه . (السفه) : هو استعمال الفكر فيما لا ينبغى ، هو الجربز
Sayfa 52
(فضائل القوة الغضبية)
{الشجاعة) : هي التهاون بالآلام والإقدام على ماينبغي كما ينبغي . {الحلم) : هر ترك الانتقام مع القدرة ، وبحازاة الإساعة بالإحسان . {الرحمة) : هو خلق مركب من الود والجزع ، لتأ لم المرحوم ما يلحقه. {البشر) : هو إظهار السرور بمن يلقاه والإقبال على محادثته . {(حسن الخلق) : هو من شيم الأنبياء، وأخلاق الأولياء ، وأدب الله تعالى. {العفر) : هو أنفس الأحلاق ، رهر نفس الفضل . { عظم الهمة}) : هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور رتنقسم إلى أقسام : (الأنفة) : هى ثبو النفس عن الأمور الدنية . {(الحمية) : هي الغضب عند الإحساس بالنقص . ( الغيرة (1)) : هى إظهار الغضب فيما يخشى عاره . ( التثبت} : هو فضيلة يقوى بها الإنسان على احتمال الآلام . { التواضع) : هر إظهار الخمول ، واحتناب المباهاة ، وترك العجب . {كبر النفس) : هو الاستهانة باليسار ، والاقتدار على حمل الكرامة وضلها. {النجدة) : هى ثقة النفس عند للمحاوف حتى لا يجاورها فرع . { الشهامة) : هى الحرص على الأعمال العظام توقعا للاحدوثة الجميلة. { احتمال الكد) : هى قوة تستعمل البدن في الأعمال الحسنة رحسن العبادة . وأما الرذائل الصادرة عنها فهي { الكبر)) : هو استعظام المرء نفسه واستحسانه فعله دون فعل غيره . {العبوس) : هو التقطيب عند اللقاء وإظهار الكراهية ، وقلة التبسم . (( الجبن) : هو الجزع عند المخاوف ، والإحجام عن أدنى فزع .
Sayfa 53
(صغر الهمة) : هو ضعف النفس عن طلب المراتب وقصور الأمل . ( القيادة) : هي التهاون بما يلحق الغير من الآلام وهو مكروه إلا في الحروب . ( الحجب) : هو الذي يرى أن الأمور الحسنة التي بغيره موجودة فيه . ( شرار الخخلق) : صاحبها لا ينقاد إلى جميل القول ولا يفارق القبيح . ( الحسد) : هو التألم بما يراه الإنسان لغيره من الخير ويتمنى فساد حاله. (اللهر) : هو الإقدام على ما لا ينبغي كما لا ينبغي فيما لا ينيغي . {(الحقد} : هو إضمار الشر إذا لن يتمكن من الإنتقام وإخفاؤه للفرصة. (الطيش) : هو ضد الحلم ، وهو النهول في أدنى ضر .
(ومن شر رذائلها)
( الغضب) : وهو أكبر الرذائل له مواد وأسباب فمنها : (الخوف) : رهو ألم موجع للنفس لتوقع مكروه وينقسم إلى : (اللهر)) : هو الإقدام على ما لا ينبغي كما لا ينبغي فيما لا ينبغي . (الحقد) : هو إضمار الشر ، إذا لم يتمكن من الانتقام وإخفاؤه للفرصة . ( الطيش) : هو ضد الحلم ، وهو النهول من أدنى ضيد . (الذعر) : هر الجزع من صورة ليست مألوفة . (الحذر)) : هر الجزع من سقوط لأمر مترقب واشتباهيه . (الفرق (1)) : هو استهابة من شيء عظيم ، يضعف عن احتماله . (الحياء) : هو جزع من ظهور شيء قبيح قدار . ( الخجل) : هو جزع من أن يعرف بشيء رديء لم نفعله . (الكسل) : هو جزع من أن يفعل فعلا ما كسل عنه . ( الغدر) : ومداواته ، باستعمال الوفاء . ( المضادة ) : ومداواتها بترك العناد . ( الملاحاة (7)) : ومداواتها بصيانة النفس عن مر الجواب .
Sayfa 54
({ التعيير (1)) : ومداواته بالقدرة على ترك الأقاويل القبيحة . {الهزء) : ومداواته بالتكريم عن أذى الناس . {الهزل} : ومداواته بالجد في طلب الفضائل . {(المرح) : ومداواته بالتشاغل بما يجب من الحقائق . {الفخر) : ومداواته بالتيقن أنه من جنس عبده . ( المجب) : ومداواته بمعرفة عيوب النفس . {الزهو) : ومداواته باستعمال التواضع .
(فضائل القوة الشهوانية)
{ الوقار)) : هوسكون النفس وثباتها وتحفظها من الحركة الزائدة . (الصياقة : هي التحفظ من قبيح الهزل قولا وفعلا والبعد من الدناءة {الادارة) : هو حال للنفس ، يقودها إلى حسن تقدير الأمور . ( حسن السمت) : هو محبة النفس تكميلها بالزينة الحسنة . {(الحرية) : هى الكسب من وجهه ، والميل به إلى محاسن الأمور . {الدمائة) : هي حسن انقياد النفس ولينها . {الذعة) : هى سكون النفس عند حركة الشهوات الغالبة . {الصبر) : هو مقاومة النفس للهوى عند مغالبته . (الور ع) : هو قهر الشهوة عند تغلب سررتها وتقصد فعل الجميل . ( الحياء) : هو انحصار النفس خوف إتيان القبيح والحذر من اللوم . (السحاء) : هو بذل المال مسن غير مسئلة ما لم ينته إلى تبذيره والبذل ينقسم إلى :
{الكرم) : هو إنفاق المال بسهولة من النفس في الأمور الجليلة .
(الايثار) : هو كف الإنسان عن بعض حوائجه وبذلها لمستحقها . (النبلع) : هو سرور النفس بالأفعال العظام الحسنة . (السماحة) : هى ترك مالا يجب تركه عند الضرورة .
Sayfa 55